الجيش السوداني يعلن استعادة السيطرة على مدن في ولاية الجزيرة: تصاعد العمليات العسكرية في الخرطوم
في تطور جديد في النزاع السوداني المستمر، أعلن الجيش السوداني يوم السبت استعادة السيطرة على عدة مدن في ولاية الجزيرة، بما في ذلك تمبول ورفاعة والحصاحيصا، بعد إخراج قوات الدعم السريع منها. ويأتي هذا الإعلان في وقت حساس حيث تصاعدت العمليات العسكرية بشكل كبير في العاصمة الخرطوم، في محاولة لاستعادة السيطرة على مناطق استراتيجية.
استعادة السيطرة على المدن والمناطق الحيوية
قال الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني، العميد ركن نبيل عبدالله علي، إن قوات الجيش تمكنت بفضل الله من طرد فلول مليشيا "آل دقلو" من مدن تمبول ورفاعة والهلالية، إضافة إلى تطهير مناطق واسعة في وسط ولاية الجزيرة. وتعد هذه السيطرة خطوة استراتيجية مهمة، حيث من شأنها تعزيز قدرة الجيش على التقدم في مناطق أخرى، وخاصة تلك التي تقترب من الخرطوم.
تعاون القوات المختلفة
وفي نفس السياق، قال أبو عاقلة كيكل، قائد قوات درع السودان المنشق عن قوات الدعم السريع والذي يقاتل الآن إلى جانب الجيش السوداني، إن قواته، بالاشتراك مع الجيش، تمكنت من السيطرة على مدن تمبول ورفاعة والحصاحيصا، بما في ذلك الجسور. تأتي هذه السيطرة بعد هجوم مضاد لقوات الدعم السريع في منتصف يناير الماضي، ما تسبب في تراجع قوات الدعم السريع عن المنطقة.
من جهتها، أكدت لجان مقاومة الحصاحيصا أن الجيش السوداني تمكن من السيطرة على مناطق جديدة مثل المحيربيا وطابت الشيخ عبد المحمود، التي تبعد حوالي 28 كيلومترًا عن الحصاحيصا.
أهمية السيطرة على هذه المناطق
السيطرة على تمبول ورفاعة تعني أن الجيش السوداني قد بسط نفوذه على جميع المناطق الحضرية في شرق ولاية الجزيرة، مما يسمح له بالتحرك إلى ريف شرق النيل. هذه التحركات تهدف إلى محاصرة قوات الدعم السريع في مناطق شرق النيل في الخرطوم بحري. ويبدو أن السيطرة على هذه المناطق توفر للجيش السوداني منصة قوية لتحريك قواته نحو قلب العاصمة الخرطوم.
تسارع العمليات العسكرية في الخرطوم
في الوقت ذاته، تصاعدت العمليات العسكرية في الخرطوم خلال الأيام الأخيرة، حيث تمكن الجيش من كسر حصار قوات الدعم السريع لمركز قيادته في وسط الخرطوم ومقر سلاح الإشارة، ما سمح له بالتمدد في أجزاء كبيرة من مدينة بحري. وتضمنت العمليات العسكرية الأخيرة السيطرة على عدة مبان حكومية ومواقع استراتيجية، مثل الإدارة العامة لتأمين منشآت النفط، مدينة البراحة الطبية، ومجمع الزرقاء في بحري، بالإضافة إلى مصفاة الجيلي النفطية في شمال الخرطوم.
كما أعلن الجيش السوداني أنه أحكم سيطرته على مباني وزارة التربية والتعليم وجامعة الزعيم الأزهري، إضافة إلى مركز شرطة الصافية ومستشفى حاج الصافي.
موقف قوات الدعم السريع
من جانبها، أكدت قوات الدعم السريع أن إعلان الجيش السوداني بشأن فك الحصار عن مصفاة الجيلي في شمال الخرطوم ليس سوى شائعات تهدف إلى تضليل الرأي العام. وفي تصريح سابق، توعد قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بـ"طرد" الجيش السوداني من الخرطوم، مؤكدًا أن قواته ستنتصر في المعركة.
الآثار الإنسانية والمستقبل الغامض
منذ اندلاع النزاع في السودان في أبريل 2023، أسفر الصراع عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص، بينما نزح ملايين آخرون من منازلهم. ويواجه نصف السكان خطر المجاعة في ظل استمرار المعارك وتدمير البنية التحتية للبلاد.
وفي الوقت الذي تستمر فيه الدعوات الأممية والدولية لوقف الحرب في السودان، تتزايد المخاوف من أن يؤدي استمرار القتال إلى كارثة إنسانية كبرى قد تزداد تعقيدًا مع مرور الوقت.
مزيد من الضغوط على المدنيين في مناطق القتال
في ظل السيطرة المتزايدة للجيش السوداني على العديد من المدن الحيوية في ولاية الجزيرة، يواصل النزاع في السودان تصعيده، مما يضع المزيد من الضغوط على المدنيين في مناطق القتال. وبالرغم من استمرار التهديدات من قوات الدعم السريع، فإن استعادة الجيش السيطرة على هذه المدن تعد خطوة مهمة في مسعى لاستعادة الاستقرار في البلاد، وإن كانت التحديات الإنسانية تظل تمثل العائق الأكبر أمام الحلول السريعة.