قصف بطائرة مسيرة يودي بحياة العشرات في مستشفى ”السعودي” بالفاشر شمال دارفور في السودان
شهدت مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور بالسودان، فاجعة إنسانية جديدة إثر قصف صاروخي استهدف مستشفى "السعودي"، أودى بحياة ما لا يقل عن 70 شخصًا، بينهم نساء وأطفال، وأدى إلى إصابة أكثر من 100 آخرين.
تفاصيل الحادثة - طائرة مسيرة تابعة لقوات الدعم السريع، واستهدف قسم الحوادث في المستشفى
أكد حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، أن الهجوم نُفذ بواسطة طائرة مسيرة تابعة لقوات الدعم السريع، واستهدف قسم الحوادث في المستشفى. وأشار إلى أن جميع المرضى الذين كانوا داخل القسم قُتلوا جراء القصف. من جانبه، صرح المدير العام بوزارة الصحة في ولاية شمال دارفور، إبراهيم خاطر، بأن المستشفى كان المرفق الطبي الوحيد الذي لا يزال يقدم خدماته الطبية في المنطقة رغم الظروف الصعبة.
المستشفى تحت القصف المتكرر
تعرض مستشفى "السعودي" سابقًا لعدة هجمات متكررة، ما أدى إلى تدميره وخروجه عن الخدمة باستثناء تقديم الإسعافات الأولية. ويعاني المرفق الطبي من نقص حاد في الكوادر الطبية والمعدات الأساسية، بالإضافة إلى نفاد الأدوية الضرورية مثل المحاليل الوريدية.
إدانة رسمية من الخارجية السودانية
في بيان رسمي، أدانت وزارة الخارجية السودانية الهجوم ووصفته بأنه "رد انتقامي" من قوات الدعم السريع بعد الهزائم العسكرية التي لحقت بها في الخرطوم والفاشر. وأكد البيان أن هذه الجريمة تجسد استراتيجية الإبادة الجماعية التي تُمارسها المليشيا ضد الشعب السوداني، ودعت الوزارة إلى محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم.
تصعيد مستمر و اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع
منذ مايو 2024، تشهد مدينة الفاشر اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وتُعد المدينة مركزًا حيويًا للعمليات الإنسانية في ولايات دارفور الخمس. ووفقًا لتقارير الأمم المتحدة والسلطات المحلية، خلف الصراع المستمر منذ أبريل 2023 أكثر من 20 ألف قتيل، بالإضافة إلى نزوح حوالي 14 مليون شخص داخل وخارج السودان.
دعوات للتدخل الدولي ومحاسبة المليشيات وداعميها
في ظل هذا التصعيد المستمر، دعت الخارجية السودانية المجتمع الدولي ومؤسسات الشرعية الدولية إلى التحرك العاجل لمحاسبة المليشيات وداعميها، الذين يواصلون استخدام الطائرات المسيرة لاستهداف المنشآت الحيوية مثل محطات الطاقة والمستشفيات والأسواق.
كارثة إنسانية متفاقمة وظروف إنسانية متدهورة جراء النزاع
يزيد هذا الهجوم من معاناة المدنيين في دارفور، الذين يعيشون في ظروف إنسانية متدهورة جراء النزاع. ويأتي القصف الأخير كمؤشر على استمرار دوامة العنف التي تعصف بالسودان منذ أكثر من عامين، مما يضع البلاد على شفا كارثة إنسانية قد تمتد آثارها إلى المنطقة بأكملها.