هجوم بمسيرات على سد مروي يغرق السودان في الظلام ويصعد من حدة الحرب
شهد السودان تطورًا خطيرًا في الصراع الدائر على أراضيه، حيث غرق عدد كبير من مناطقه في الظلام نتيجة هجوم بمسيرات انتحارية استهدفت سد مروي الكهرومائي في شمال البلاد. يأتي هذا الحدث في ظل تصعيد جديد للحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ما يزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية التي تعصف بالسودان.
هجوم بالسدود والمسيرات الأنتحارية علي سد مروي
في ساعات الصباح من يوم الاثنين، استهدفت مسيرات انتحارية سد مروي، ما أدى إلى اشتعال حرائق ضخمة في محولات الكهرباء وتسبب في إظلام شبه تام في أجزاء واسعة من البلاد. وفقًا لمصادر عسكرية وشهود عيان، شملت المناطق المتأثرة مدنًا كبيرة مثل أم درمان، مروي، عطبرة، القضارف، كسلا، ربك، كوستي، وبورتسودان.
وتداول ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي صورًا وفيديوهات توضح حجم الأضرار التي لحقت بالسد، حيث أظهرت المشاهد اشتعال الحرائق في المحولات الكهربائية بالسد الذي يُعد أحد أهم البنى التحتية للطاقة في السودان.
غياب التعليق الرسمي وتجاهل من جميع الأطراف
لم تصدر السلطات السودانية حتى الآن أي تعليق رسمي حول الهجوم، فيما لم ترد قوات الدعم السريع على الاتهامات الموجهة إليها بتنفيذ الهجوم باستخدام المسيرات الانتحارية.
خلفيات التصعيد: الهجمات السابقة
الهجوم على سد مروي ليس الأول من نوعه؛ ففي أبريل الماضي، أعلن الجيش السوداني تعرض مطار مدينة مروي لهجوم مشابه بمسيرات انتحارية. كما أفادت تقارير عسكرية برصد طائرات استطلاع مسيرة تحلق فوق مناطق قريبة من المدينة.
طول السد 9.2 كيلومتر وارتفاعه 67 مترً
سد مروي، الذي يقع على مجرى نهر النيل ويبلغ طوله الإجمالي 9.2 كيلومتر وارتفاعه 67 مترًا، يعد مشروعًا حيويًا في قطاع الطاقة بالسودان. اكتمل بناؤه عام 2009، وشارك في إنشائه أكثر من 5000 عامل نصفهم من السودانيين والنصف الآخر من الصينيين.
الكارثة الإنسانية: السودان في مفترق طرق
يشهد السودان واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث دفعت الحرب المستمرة منذ أبريل/نيسان 2023 البلاد إلى حافة الكارثة. ووفقًا للأمم المتحدة، فإن السودان، الذي كان يُعد من أفقر بلدان العالم قبل اندلاع الصراع، أصبح اليوم يواجه خطر أسوأ أزمة جوع في العالم. خلفت الحرب أكثر من 20 ألف قتيل و14 مليون نازح ولاجئ، مع تصاعد التحذيرات الأممية من استمرار القتال الذي يهدد حياة الملايين.
نداءات دولية لوقف الحرب
تتعالى الدعوات من المجتمع الدولي والأمم المتحدة لإنهاء الحرب في السودان وتجنيب البلاد المزيد من الكوارث الإنسانية. ويواجه السودان اليوم تحديات معقدة على كافة المستويات، مع انهيار البنية التحتية، وتفاقم الأوضاع الإنسانية، وغياب الحلول السياسية في الأفق.