الحرب والجوع وأمل في معبر أدري مع استمرار تصاعد المعارك في السودان
تصاعد الاشتباكات في السودان وازاد مخاطر التهديد بأزمة غذاء رغم وجود معبر "أدري" الحدودي مع تشاد، الذي فتحته الحكومة السودانية لإيصال المساعدات، بات نافذة الأمل للسودانيين. مدد مجلس السيادة الانتقالي فتح المعبر مرة أخرى بالتنسيق مع المنظمات الدولية، لتأمين وصول المساعدات إلى آلاف المتضررين الذين يواجهون المجاعة بعد شهور من انقطاع الإمدادات. لم يكن هذا القرار سهلاً؛ فلطالما خشيت السلطات من استخدام المعبر لتزويد قوات "الدعم السريع" بالسلاح. ومع ذلك، جاء فتحه كاستجابة لضغوط المجتمع الدولي بعد مشاهد المجاعة التي اجتاحت مخيم "زمزم" وغيره.
يموت يوميًا ما بين 20 إلى 25 شخصًا بسبب نقص الغذاء المستمر
يعاني آلاف من النازحين في دارفور، داخل المخيمات شبح المجاعة والموت، حيث يموت يوميًا ما بين 20 إلى 25 شخصًا بسبب نقص الغذاء المستمر وتصاعد النزاع. كان المجتمع الدولي يحثّ السودان على إبقاء المعبر مفتوحًا؛ ومع كل يوم، تزداد الحاجة إلى الإمدادات الإنسانية لإنقاذ الأرواح، رغم أن أمل النجاة يتضاءل مع استمرار الحصار ونقص الموارد.
قوات "الدعم السريع تتقدم في مدينة الفاشر
وفي السياق نفسة شهدت مدينة الفاشر تصعيدًا خطيرًا بعد أن تقدمت قوات "الدعم السريع" نحو مقر قيادة الفرقة السادسة مشاة، حيث انتشرت في المدينة محاصرةً الجيش السوداني في عدة جهات. وكشفت صور الأقمار الصناعية، التي حللها مختبر جامعة "ييل"، عن مواقع دفاعية أنشئت في مخيم "زمزم"، ما يعزز احتمالية وقوع هجوم في أي لحظة. كان الفاشر آخر المدن غير الخاضعة لسيطرة "الدعم السريع" في دارفور، مما جعلها هدفًا استراتيجيًا للقوات المتقدمة.
الدعم السريع تحاول السيطرة على القاعدة الجوية للفرقة السادسة،
ويري الخبراء ان قوات "الدعم السريع" تحاول تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية: السيطرة على القاعدة الجوية للفرقة السادسة، مقر الفرقة السادسة مشاة، والمحور الجنوبي للطريق B-26. تُعد هذه المواقع حيوية، لأن السيطرة عليها تعني إحكام القبضة على الفاشر، المدينة الأخيرة التي تقاوم سيطرة "الدعم السريع" في دارفور. ويخشى المجتمع الدولي أن يؤدي سقوط المدينة إلى تفاقم الأزمة الإنسانية وزيادة أعداد القتلى والنازحين.
السودان مرشحًا لأسوأ أزمة جوع في العالم
ومع تصاعد الأحداث واستمرار الصراع يصبح السودان مرشحًا لأسوأ أزمة جوع في العالم، حسبما وصفت الأمم المتحدة، فالحرب الدائرة منذ أبريل 2023 بين الجيش السوداني و"الدعم السريع" أودت بحياة نحو 20 ألف شخص، ودفعت أكثر من 11 مليوناً للنزوح واللجوء. وبينما تتصاعد دعوات الأمم المتحدة لإنهاء النزاع وتجنيب البلاد كارثة إنسانية، يبقى مصير الملايين معلقاً بين الموت والجوع.