عودة ترامب قد تكون الفرصة الأخيرة لإنهاء الحرب في السودان
عادةً ما تحتل إفريقيا مرتبة منخفضة في أولويات السياسة الخارجية لرؤساء الولايات المتحدة، لكن عودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى الساحة السياسية تشير إلى نهج مغاير، خاصة فيما يتعلق بالسودان، الذي يعيش أسوأ أزماته الإنسانية والسياسية على الإطلاق.
السودان تحت مجهر ترامب: سجل سابق وتأثير محتمل
في عهد ترامب الأول، كانت للسودان أهمية خاصة، حيث قاد عملية إزالة البلاد من قائمة الدول الراعية للإرهاب. هذا القرار التاريخي في ديسمبر/كانون الأول 2020، مهد الطريق لتخفيف ديون السودان وانتعاشه الاقتصادي. تضمنت العملية المعقدة شهادات استخباراتية، تسوية مالية بقيمة 335 مليون دولار لضحايا الهجمات الإرهابية، ودعمًا من الكونغرس، بالإضافة إلى تطبيع العلاقات بين واشنطن والخرطوم وتبادل السفراء لأول مرة منذ 25 عامًا.
السودان الآن: بلد تحت الأنقاض
اليوم، يواجه السودان وضعًا مختلفًا تمامًا عن ذلك الذي تعامل معه ترامب في ولايته الأولى. فالحرب التي اندلعت في أبريل/نيسان 2023 مزقت البلاد، وأسفرت عن أزمة إنسانية ضخمة، حيث يحتاج أكثر من 30 مليون شخص إلى المساعدات الإنسانية، في حين نزح أكثر من 12 مليون شخص من منازلهم.
مصالح أمريكا في السودان: أكثر من مجرد مأساة إنسانية
رغم حجم المعاناة الإنسانية، فإن المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة في السودان تتجاوز تلك الخسائر البشرية. السودان، الواقع على البحر الأحمر، يشكل ساحة معركة بين القوى الإقليمية والدولية. روسيا وإيران، على وجه الخصوص، استغلتا الحرب لتعزيز وجودهما الاستراتيجي في المنطقة من خلال مبيعات الأسلحة وصادرات الذهب، مما يُشكل تهديدًا لنفوذ واشنطن في القرن الإفريقي والشرق الأوسط.
ترامب وصنع السلام في السودان
وفقًا لتقرير مجلة فورين بوليسي، يمكن لترامب أن يكون صانع السلام الذي يحتاجه السودان. بفضل علاقاته الشخصية وميله لعقد الصفقات، يمكن لترامب أن يقود جهودًا لإبرام "صفقة النخبة" التي تسكت البنادق، وتضع الأساس لاستعادة الحكم المدني.
إن إنهاء الحرب في السودان لن يؤدي فقط إلى تخفيف المعاناة الإنسانية، ولكنه سيحرم روسيا وإيران من استغلال الصراع، مما يعزز النفوذ الأمريكي في المنطقة.
تحديات وتوقعات
رغم الفرصة السانحة، فإن تدخل إدارة ترامب في السودان لن يكون سهلاً. تحقيق السلام يتطلب تعاونًا مع القادة العسكريين السودانيين، ودعمًا من القوى الإقليمية، والضغط على الأطراف الدولية المنخرطة في الصراع.
فرصة تاريخية لإنهاء الحرب واستعادة الاستقرار
السودان يقف اليوم على حافة الانهيار، وشعبه يواجه خطر المجاعة. عودة ترامب إلى السلطة قد توفر فرصة تاريخية لإنهاء الحرب واستعادة الاستقرار، ليس فقط لصالح السودان، ولكن أيضًا لتحقيق مصالح استراتيجية أمريكية في إفريقيا والشرق الأوسط.