أخر تطورات الأشباكات في سوريا: مقتل 48 شخصًا وحظر تجوال في عدة محافظات سورية- انقسام داخلي

شهدت محافظة اللاذقية السورية (غرب) اشتباكات مسلحة عنيفة، أسفرت عن مقتل 48 شخصًا وإعلان السلطات حظر تجوال عام. وتأتي هذه المواجهات وسط توترات متصاعدة بين قوات الأمن السورية ومجموعات مسلحة، أبرزها قوات موالية للضابط السابق سهيل الحسن، الذي كان أحد أبرز قادة جيش النظام السوري في عهد بشار الأسد.
تفاصيل الاشتباكات في اللاذقية
بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، قُتل 48 شخصًا خلال الاشتباكات العنيفة التي شهدتها مدينة جبلة ومحيطها في ريف اللاذقية، بينهم:
- 28 مقاتلًا مواليًا للنظام السوري
- 16 عنصرًا من قوات الأمن قتلوا برصاص مسلحين موالين للأسد
- 4 مدنيين قُتلوا بنيران قوات الأمن السوري
وجاءت الاشتباكات بعد إعلان إدارة الأمن العام في اللاذقية عن تنفيذ حملة أمنية واسعة لملاحقة المسلحين، وسط توترات متزايدة بين الفصائل الموالية للنظام نفسه.
فرض حظر تجوال في عدة مدن سورية
مع تصاعد العنف، أعلنت السلطات السورية فرض حظر تجوال شامل في عدة محافظات، حيث شمل القرار:
- اللاذقية: من العاشرة مساء الخميس حتى العاشرة صباح الجمعة
- حمص: من العاشرة مساء الخميس حتى الثامنة صباح الجمعة
- طرطوس: من العاشرة مساء الخميس حتى العاشرة صباح الجمعة
وجاء قرار فرض حظر التجوال بعد تصاعد المخاوف من اتساع رقعة العنف بين الفصائل المسلحة داخل المدن السورية.
اشتباكات مع قوات سهيل الحسن.. انقسام داخل النظام السوري؟
أعلنت قوات الأمن السورية، الخميس، أنها تخوض مواجهات مسلحة ضد مجموعات تابعة للضابط السابق سهيل الحسن، الذي كان أحد أبرز قادة الجيش في عهد بشار الأسد.
ووفقًا لما نقلته وكالة "سانا" الرسمية عن مدير أمن محافظة اللاذقية، فإن المجموعات المسلحة التي تواجهها القوات النظامية "تتبع لمجرم الحرب سهيل الحسن"، مما يشير إلى انقسام داخلي خطير داخل الفصائل الموالية للنظام السوري.
اعتقال رئيس المخابرات الجوية الأسبق إبراهيم حويجة
في تطور آخر، أوقفت قوات الأمن السورية، الخميس، اللواء إبراهيم حويجة، رئيس المخابرات الجوية الأسبق في عهد الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، وذلك ضمن حملة أمنية مستمرة في محافظة اللاذقية.
وذكرت وكالة "سانا" أن اعتقال حويجة جاء بعد رصد دقيق وتحريات واسعة، حيث يُتهم بتنفيذ مئات الاغتيالات السياسية خلال فترة حكم حافظ الأسد، ومن بينها:
- الإشراف على اغتيال الزعيم الدرزي اللبناني كمال جنبلاط في 16 مارس 1977.
وكان حويجة قد شغل منصب رئيس المخابرات الجوية بين عامي 1987 و2002، ويُعرف بأنه أحد أشد رجال النظام قمعًا خلال فترة حكم الأسد الأب.
ردود الفعل على اعتقال حويجة
على منصات التواصل الاجتماعي، أعاد وليد جنبلاط، النائب اللبناني السابق، الذي ورث زعامة الدروز بعد اغتيال والده كمال جنبلاط، نشر الخبر على منصة إكس (تويتر سابقًا)، مرفقًا بتعليق:
"الله أكبر"
ويعكس هذا التفاعل مدى الحمولة التاريخية والسياسية لاعتقال حويجة، والذي كان يعد أحد أبرز رجالات النظام السوري في فترة الثمانينيات والتسعينيات.
دلالات المشهد السوري: بداية صراع داخلي؟
تشير الأحداث الأخيرة إلى مرحلة جديدة من الاضطرابات في سوريا، حيث تعكس الاشتباكات بين قوات النظام السوري والمسلحين الموالين له تصدعات داخلية خطيرة.
كما أن اعتقال شخصية بارزة مثل إبراهيم حويجة يوحي بأن هناك إعادة هيكلة أمنية كبيرة داخل النظام السوري، وسط صراع بين أجنحة السلطة.
ويبقى السؤال المطروح: هل تشهد سوريا صراعًا داخليًا جديدًا قد يُعيد خلط الأوراق في المشهد السياسي والعسكري؟