سعيد محمد أحمد يكتب : حماس.. وجنون ترامب إلى اين ؟

ما فعلته حماس من حماقة فى السابع من اكتوبر اتسم بغياب الرؤية فيما ما قامت به وشكل مؤامرة على الشعب الفلسطيني لا علاقة لها بالهوية الفلسطينية فى رفضها المصالحة ورفضها شرعية السلطة الوطنية ولمنظمة التحرير معا ، مما أدى إلى "خراب مالطة"، ليس فى ضياع الحقوق الفلسطينية التى تناضل مصر من أجلها فى ظل اجماع عربى على رفض كل مقترحات ترامب بتهجير الفلسطينين وحرصهم فى الحفاظ على عدم تأكلها، ودفاعا عن وجود الامة العربية ومقدراتها فى مواجهة المشروع الصهيونى الاضخم والاخطر على المنطقة بأكملها .
الجميع دون استثناء كان يتحدث عن تهرب إسرائيل من التزاماتها تجاه قيام دولة فلسطينية بل، وأبدى باهتمام بالغ السماع بإنصات شديد لتعهدات ترامب بقيام الدولة الفلسطينية بالأمس القريب لتصبح "سرابا" اليوم حاملا معه مشروعا صهيونيا لإنهاء السلام فى الشرق الاسط وإنهاء للصراع وللقضية ولحلم الدولة الفلسطينية بتهجير ٢،٣ مليون فلسطيني تهجيرا قسريا ودون العودة للوطن مرة ثانية .
السياسة الوقحة
لحظة الحقيقة أتت فى الصراحة المطلقة لمجنون بمرض العظمة التى وصلت به الى درجة الوقاحة متصورا ان العالم أجمع سيخضع له سالما مستسلما دون ان يبدى اعتراض فى مخطط شيطانيً اصاب الرجل بالجنون والارتباك وعدم الفهم مما يريده، لتصبح تلك الوقاحة مستحيلة التنفيذ تحت اى ظرف من الظروف.
إجماع فلسطيني فى الداخل الغزاوى وفى الخارج عربيا واقليميا ان حماس جزء من مخطط التهجير مثلما كانت عنصرا فاسدا فى اصرارها على الانقسام ورفضها بالمطلق ان يكون هناك خطاب فلسطيني موحد يخاطب العالم أجمع، ليؤكد وحدة الموقف والخطاب الفلسطينى الموحد الذى كان من المفترض مساندا وداعما لكل الجهود العربية وخاصة المصرية التى لم تكل او تمل من دعمها فى الحفاظ على القضية وعلى الحقوق الفلسطينية.
حماس تدين بالولاء الكامل لعمائم طهران التى تخلت فى النهاية عنهم لتسقط حماس وحزب الله ومعهم النظام السورى .
الاشكالية الحقيقية ان حماس لا تؤمن بالقضية ولا تؤمن بالارض كونها جزء من التنظيم الدولى للإخوان والممول خليجيًا وجزء مرتهنا لمشروع ميليشيا الحرس الثورى الايرانى بخضوعها بالولاء الكامل لعمائم طهران التى تخلت فى النهاية عنهم لتسقط حماس وحزب الله ومعهم النظام السورى .
والسؤال الواجب الذى طرح من قبل احد قيادات حركة فتح، .. من سيحاسب جماعة حماس وقياداتها التى أضاعت كل فرص السلام، وتاجروا بالقضية لمجرد المتاجرة عبر خطابات مطاطه آكل عليها الزمن وشرب ولم تؤتى من ثمارها سوى الخراب والدمار.
غزة مطمعا للرئيس ترامب أحد أكبر رجال الاعمال فى التطوير العقارى
وعوضا عن الحديث عن اعمار غزة التى أصبحت بحكم الواقع مكانا غير صالح للحياه، لتصبح اليوم مطمعا للرئيس ترامب أحد أكبر رجال الاعمال فى التطوير العقارى لتوظيفها ولا يشاركه أحدا فيها، عبر إصراره على تهجير كامل الشعب الفلسطينى دون العودة نهائيا ليصبح حلم الدولة الفلسطينية سرابًا سرابًا .
ويبقى المنتصر الوحيد فى تلك المعادلة المعقدة الشعب الفلسطينى المغلوب على امره والمكلوم دوما والذى تحمل قتلًا ممنهجا وابادة جماعية وتدميرا لحياتهم ومستقبلهم دون أن يدافع عنهم أحدًا، من أشاوس المقاومة التى ظلت تحمى نفسها وقياداتها وعناصرها على مدى ١٤ شهرا تحت الانفاق، وبغطاء من الدروع البشرية من المختطفين الاسرائيلين يسهرون على راحتهم، بتوفير كافة سبل الحياة لهم ليظهروا فى مشاهد تبادل الاسرى وكأنهم كانوا فى رحلة استجمام.
عظمة الشعب الفلسطينى فى صموده التاريخى
فيما ستبقى عظمة الشعب الفلسطينى فى صموده التاريخى والذى قد يماثل او يفوق حجم وكارثة نكبة ٤٨ ، باعلانه اليوم إصراره على رفض التهجير قسريا أو طوعيا والبقاء والموت على أرضة، رافضًا كل من استغل عزاباته وتاجروا بها وهم يرون أنهم يذبحون تحت رايه المحاصصة والانقسام تماهيا مع العدو الاسرائيلى.
ترامب و زمن قانون سكسونيا !
ويبقى السؤال الأهم ما الذى سيفعله ترامب مع مصر والاردن ومعظم دول العالم التى رفضت كل عروضه ومقترحاته ؟ !! هل سيستخدم القوة العسكرية ؟!!! .
فى تقديرى أنه أمر غير وارد على الاطلاق استخدام القوة العسكرية ضد الجميع، والا سيحارب دول العالم اجمع من الصين الى روسيا الى الاتحاد الاوروبي، وكأنها جمهوريات موز يفعل بها كما يشاء ليصبح الجميع فى زمن قانون سكسونيا.
تدمير ١٧١ الف مبنى فى غزة الامم المتحدة اعادة اعمار غزة تحتاج ٣٥٠ عاما للوصول الى ما قبل السابع من اكتوبر ٧٠ ٪ من مبانى غزة مدمرة اعادة البنية التحتية تستغرق ١٥ عاما تدمير شبكة الطرق وبما يزيد عن ١٢٠٠ كم ولازالة مخلفات الحرب تحتاج الى ١٥ عاما ناهيك عن تدمير المدراس والجامعات والمستشفيات والمنشآت الحكومية ورفع الانقاض وحجمها ٥٠ مليون طن تحتاج الى ٣٠ عاما لرفعها.
بدايةً ،حماس لا تمثل الشعب الفلسطينى، وحماس تدرك ذلك جيدا أنها فقدت حاضنتها الشعبية سواء فى الداخل الفلسطيني او خارجه بعد تدمير كافة قدراتها العسكرية ومعظم قياداتها وتنفيذها لكافة شروط قوى الاحتلال الاسرائيلى، والتى انتهت بموافقتها على إبعاد الفلسطينين المفرج عنهم فى الصفقة الاخيرة من السجون الاسرائيلية الى خارج قطاع غزة وترحيلهم الى احدى العواصم العربية والأفريقية كما تدرك حماس جيدا أنها تمثل نفسها وقاداتها فقط والمنتفعين من وراءها خليجيا وإقليميًا وأنها كانت جزءً فاعلا فى تدمير قطاع غزة تدميرا كاملا بإعطائها كافة الذرائع للارهابى نتنياهو وفريقه المتطرف برعونتها فى السابع من يناير ٢٠٢٣ وبرغم ذلك تسعى للقفز على السلطة فى قطاع غزة بضرب من المجنون غير عابئة بالمصير الذى اوصلت فيها الشعب الفلسطينى الى درجه من المهانة والاذلال فى تنفيذ كافة طلبات قوات الاحتلال الاسرائيلية صاغرين أملًا فى الوصول الى بيوتهم المدمرة .
غزة انتصرت .. عن أي نصر تتحدثون؟
كيف تنتصر غزة وكانوا يصرخون ويناشدون العالم بوقف ابادة جماعية بحق اهالى غزة كيف تنتصر غزة ولازالت تنهال على رؤوسهم حمم من نار وتجويع ممنهج وتهجير داخلى وتدمير واغتيالات منظمة تجرى على الهواء ثم يعلن ان غزة انتصرت كيف ذلك التناقض الفاضح والغير منطقى والغير عقلانى كيف يجتمع الانتصار العسكرى مع الابادة الجماعية شعارات النصر الخشبية المزعومة من طهران وصنعاء وجماعة المجاهدين الحمساويين من مرابع وتخوم غرف النوم ذات السبع انجم .. هنا يسجلون تباشير النصر على حساب ضحايا ابادتهم إسرائيل
و
من حق الغزيين أن يحتفلوا بوقف إطلاق النار بعد 15 شهرا من القصف والعصف والدم والدمع حتى يعالجوا جرحاهم ويطعموا جياعهم ويدفنوا شهداءهم ويسكنوا مشرديهم ويبحثوا تحت أنقاض غزة عن أهاليهم..
أما مرافعات الحمساويين ومشتقاتهم لنصر موهوم على محتل غاشم فهي أسطوانة مشروخة جدا يجري من خلالها تبرير جرائم الحرب والإبادة التي جرت منذ السابع من أكتوبر لو كانوا يفقهون أو يفهمون..
تهانينا لأهلنا في القطاع الذين نجوا من محرقة السفاح #نتنياهو أما من ورطهم وحولهم إلى لقمة سائغة بين أنياب عتاة المجرمين فلا داعي لمحاولات الضحك عليهم وعلى غيرهم فمن ذاقوا الويلات لن تخدعهم ضحكات وقهقهات من المنتفخة بطونهم في عواصم المال والأعمال والإعلام..