دمشق: لا نشكل تهديدًا للمنطقة ولم يعد هناك مبرر لوجود قوات ”قسد”
أكد وزير الخارجية في الحكومة السورية المؤقتة، أسعد الشيباني، أن الحكومة السورية الجديدة تركز على بناء تحالفات إقليمية لتحقيق الازدهار الوطني، مشددًا على أن وجود قوات سوريا الديمقراطية (قسد) لم يعد له أي مبرر في ظل التطورات الحالية. جاءت تصريحات الشيباني في حوار مع صحيفة "فاينانشال تايمز"، حيث أوضح مواقف الحكومة الجديدة تجاه القضايا الإقليمية والدولية، مع التأكيد على ضمان الحقوق الدستورية للأكراد.
الحكومة السورية المؤقتة: رؤية جديدة للمنطقة
في حديثه، أشار الشيباني إلى أن بعض الدول العربية، مثل الإمارات ومصر، تشعر بالقلق من عودة ظهور الجماعات الإسلامية، لاسيما الإخوان المسلمين، أو من احتمال إحياء المشاعر الثورية في المنطقة. وأكد أن الحكومة السورية لا تسعى إلى تصدير الثورة أو التدخل في شؤون الدول الأخرى، مشددًا على أن أولويتها هي توحيد الصفوف السورية وتحقيق التنمية المستدامة.
وأضاف الشيباني أن العلاقة الخاصة مع تركيا تلعب دورًا رئيسيًا في تحقيق أهداف الحكومة الجديدة، حيث يمكن لسوريا الاستفادة من التكنولوجيا التركية وثقلها الإقليمي وعلاقاتها الأوروبية. كما نفى أن تكون هذه العلاقة تمهيدًا "لتبعية" سورية لتركيا، مؤكدًا أن التعاون سيكون متكافئًا ومبنيًا على المصالح المشتركة.
مصير قوات سوريا الديمقراطية "قسد"
تعتبر مسألة قوات سوريا الديمقراطية من أبرز التحديات التي تواجه الحكومة المؤقتة. فهذه القوات، التي تحظى بدعم أمريكي في حربها ضد "داعش"، تُعتبر من قبل أنقرة امتدادًا لحزب العمال الكردستاني المصنف إرهابيًا. وأوضح الشيباني أن الحكومة السورية تسعى إلى حل "قسد" ودمج مقاتليها في الجيش الوطني السوري لضمان الوحدة الوطنية.
كما أشار إلى استعداد دمشق لاستلام السجون التي تسيطر عليها "قسد"، والتي تضم آلاف المعتقلين من مقاتلي "داعش". ولفت إلى أن الحكومة المؤقتة تعهدت بضمان حقوق الأكراد في الدستور الجديد، بما في ذلك تمثيلهم العادل في الحكومة لضمان تحقيق العدالة والمساواة بين جميع مكونات الشعب السوري.
رسالة تطمين للمنطقة
وجه الشيباني رسالة واضحة لدول المنطقة، أكد فيها أن سوريا الجديدة ليست تهديدًا، بل شريكًا يسعى لتحقيق الأمن والاستقرار. وأوضح أن بناء التحالفات الإقليمية يمثل حجر الزاوية في سياسة الحكومة المؤقتة، حيث تسعى إلى تحقيق ازدهار مشترك مع دول الجوار.
الخطوة المقبلة: حوار ومصالحة
وفيما يتعلق بالمناقشات مع "قسد"، أكد الشيباني أن الحكومة السورية منفتحة على الحوار لضمان انتقال سلمي للسلطة في المناطق التي تسيطر عليها القوات الكردية. وذكر أن هذه المفاوضات تهدف إلى توحيد سوريا تحت راية واحدة، بعيدًا عن أي انقسامات تهدد استقرار البلاد.