ريهام رفضت العودة إلى بيت الزوجية فكانت نهايتها مأساوية في شبرا الخيمة
شهد حي شبرا الخيمة حادثة مروعة راح ضحيتها "ريهام م." (27 عامًا)، ربة منزل وأم لطفلين، بعدما أقدم زوجها "أحمد م." (31 عامًا)، سائق تاكسي، على قتلها بوحشية طعنًا بالسكين في الشارع أمام أعين المارة، الذين لم يحركوا ساكنًا لإنقاذها. الواقعة أثارت صدمة واسعة بين الأهالي، وأصبحت محور حديث الرأي العام.
بداية الحكاية: زواج في مهب العواصف
بدأت قصة الزوجين عام 2017 عندما تقدم أحمد، الشاب الطموح حينها، لخطبة ريهام، التي لفتت انتباهه بجمالها وهدوئها. بعد خطوبة قصيرة استمرت أقل من عام، تزوجا وأقاما في شقة صغيرة بحي شبرا الخيمة. أنجب الزوجان طفلين، وعاشا سنواتهما الأولى في استقرار نسبي.
بداية الانهيار: المخدرات تدخل المشهد
لم تدم السعادة طويلًا، حيث تغيرت حياة الزوج بشكل جذري بعد أن بدأ في تعاطي المخدرات والتعرف على رفاق السوء. سرعان ما أصبح أحمد ينفق دخله بالكامل على إدمانه، متجاهلًا احتياجات زوجته وطفليه. تحمّلت ريهام الوضع لفترة، لكنها لم تعد قادرة على الاستمرار، خاصة مع تزايد إهماله واعتداءاته المتكررة عليها.
هروب إلى الأمان: قرار صعب
قررت ريهام ترك منزل الزوجية والانتقال للعيش مع والدها، الذي تكفل برعايتها ورعاية أطفالها. حاول الزوج إعادتها أكثر من مرة وتعهد بالإصلاح، لكنها كانت تدرك أن العودة ستكون بلا جدوى، خاصة مع عودته إلى تعاطي المخدرات في كل مرة. حين طلبت الطلاق بشكل نهائي، قوبلت برفض قاطع وتهديدات بالقتل من زوجها.
يوم الجريمة: النهاية المأساوية
في صباح أحد أيام مايو 2021، وبينما كانت ريهام تسير في الشارع لشراء الإفطار لطفليها، تربص بها الزوج في شارع جانبي بالقرب من منزل والدها. انقض عليها فجأة، وجرّها إلى مدخل المنزل أمام المارة. صرخت مستنجدة بالمارة، لكن أحدًا لم يتدخل. هاتفت والدتها وهي تصرخ: "ألحقيني هيموتني". دقائق قليلة كانت كافية لينفذ الزوج تهديداته، حيث طعنها بسكين عدة مرات، بما في ذلك طعنة ذبحية في الرقبة، لترتدي الأرض دماءها.
رد فعل الأسرة والأجهزة الأمنية
هرعت الأم إلى مكان الحادث فور سماعها الاستغاثة، ونقلت ابنتها إلى المستشفى على أمل إنقاذها، لكنها فارقت الحياة متأثرة بجراحها العميقة. حضرت الأجهزة الأمنية إلى مكان الحادث بعد تلقي بلاغ، وتمكنت من القبض على المتهم في وقت قياسي.
اعترافات المتهم وتفاصيل التحقيقات
بمواجهة المتهم، اعترف بجريمته معللًا فعلته بشكوكه في تصرفات زوجته وزياراتها لصديقتها التي كان يمنعها من التواصل معها. وأشار إلى أنه كان يعيش حالة من الغضب والإحباط بعد رفضها العودة إلى منزل الزوجية. تم تحرير محضر بالواقعة، وأحيل المتهم إلى النيابة التي باشرت التحقيقات.
صدمة مجتمعية ومطالبات بالقصاص
الحادثة أثارت حالة من الغضب والصدمة في أوساط المجتمع المحلي، حيث انتقد العديد من النشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي غياب تدخل المارة لإنقاذ الضحية، وطالبوا بتطبيق أقصى العقوبات على الجاني ليكون عبرة لغيره. كما أعادت الجريمة النقاش حول حماية النساء من العنف الأسري وضرورة توفير مراكز دعم قانوني واجتماعي للمعنّفات.