ظهور مسلحي حماس في غزة بعد وقف إطلاق النار
في أعقاب وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ الأحد الماضي، تشهد غزة جهودًا مكثفة لإعادة ترتيب الأوضاع الأمنية والخدمية، وسط دمار هائل خلفته حرب استمرت 15 شهرًا مع إسرائيل. ومع انتشار مسلحي حماس والشرطة المحلية، يتضح أن الحركة لا تزال تفرض سيطرتها على القطاع، برغم محاولات إسرائيل لكسر قبضتها.
جهود إعادة الإعمار وتأمين المساعدات
تعمل البلديات التابعة لحماس على إزالة الأنقاض من الطرق الرئيسية، مع استئناف إصلاح البنية التحتية لإعادة المياه والكهرباء. ووفقًا لوزارة الإعلام التابعة للحكومة التي تديرها حماس، فإن أكثر من 18 ألف موظف يعملون يوميًا لتقديم الخدمات الأساسية.
منذ وقف إطلاق النار، بدأت شاحنات المساعدات بالدخول إلى غزة بمعدل 600 شاحنة يوميًا، وسط حماية مشددة من عناصر الشرطة لتأمين طرق المساعدات ومنع عمليات النهب التي شهدها القطاع أثناء الصراع.
التحديات السياسية والدولية
تُظهر حركة حماس استعدادًا ظاهريًا لمناقشة تشكيل حكومة وحدة وطنية، لكن هذا الاقتراح يُقابل بتشكك من السلطة الفلسطينية ودول غربية. لا تزال السلطة الفلسطينية غير قادرة على بسط نفوذها في غزة منذ طردها عام 2007، فيما تصر إسرائيل على استبعاد حماس من أي دور مستقبلي.
قال إسماعيل الثوابتة، المتحدث باسم حكومة حماس، إن "إدارة غزة ستستمر في عملها لتوفير الاستقرار"، مشيرًا إلى أن الحركة تمكنت من السيطرة على الأمن ومنع الفوضى رغم الحصار والدمار.
التوترات الإسرائيلية-الفلسطينية بعد الحرب
رغم وقف إطلاق النار، تواجه غزة معضلات سياسية واقتصادية ضخمة. بينما تحتفل إسرائيل بعودة الرهائن، يدعو بعض المسؤولين الإسرائيليين إلى استئناف الحرب لإزالة حماس من السلطة، وسط انقسامات سياسية داخل حكومة نتنياهو.
تُناقش أفكار دولية حول مستقبل غزة، من بينها تشكيل لجنة مشتركة بين فتح وحماس أو نشر قوات حفظ سلام دولية لتولي شؤون الأمن وإعادة الإعمار.
مستقبل غامض ومخاوف محلية
يرى سكان غزة أن الحرب زادت من معاناتهم. يقول أمين، مهندس مدني من غزة: "لقد فقدنا كل شيء. المنازل والفنادق والمطاعم أصبحت أنقاضًا. لا نريد استمرار حماس في حكم القطاع بمفردها".
تكلفة إعادة الإعمار
تُقدر الأمم المتحدة أن إزالة الأنقاض قد تستغرق 21 عامًا وتتكلف 1.2 مليار دولار، مما يعكس حجم الدمار الذي خلفته الحرب.
غزة في حاجة إلى دعم دولي حقيقي لإعادة الإعمار واستعادة الحياة الطبيعية
في ظل التحديات السياسية والاقتصادية، تبقى غزة بحاجة إلى دعم دولي حقيقي لإعادة الإعمار واستعادة الحياة الطبيعية. ومع استمرار سيطرة حماس على القطاع، يظل المستقبل السياسي لغزة موضع تساؤل.