”رغم انتقادات خامنئي للقيادة الجديدة” الخارجية الإيرانية تؤكد التزامها بسيادة سوريا
في حين يواصل المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي دعواته للشباب السوري لمقاومة القيادة الجديدة في بلادهم، أكدت وزارة الخارجية الإيرانية تمسكها بسيادة سوريا ودعمها لحق الشعب السوري في تقرير مصيره.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، خلال مؤتمر صحفي اليوم الاثنين: "يجب أن لا تصبح سوريا ملاذًا آمنًا للإرهابيين، وعلى شعبها أن يقرر مستقبله بعيدًا عن التدخلات الأجنبية أو الإقليمية".
وفي المقابل، اتهم خامنئي الولايات المتحدة وإسرائيل بالتآمر على الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد، وحثّ السوريين على مقاومة ما وصفه بـ"حكومة مفروضة من الخارج".
وقد تسبب سقوط الأسد في ديسمبر وصعود حكومة هيئة تحرير الشام في إحداث تغيير جذري في نفوذ إيران بسوريا، مما شكّل تحديًا لموضعها الاستراتيجي في البلاد.
من جهتها، دعت الحكومة السورية الجديدة إيران إلى احترام سيادة سوريا، حيث صرح بقائي قائلاً: "نحترم خيارات الشعب السوري وقراراته".
ورغم تأكيد الخارجية الإيرانية على الدبلوماسية والتعاون، تعكس تصريحات خامنئي رغبة طهران في الحفاظ على نفوذها في سوريا، لا سيما مع توجه الحكومة الجديدة المدعومة من جهات إقليمية ودولية إلى تعزيز تحالفاتها مع خصوم إيران في المنطقة.
الضغوط الأمريكية والمفاوضات النووية
في الوقت نفسه، تواجه إيران ضغوطًا متزايدة من الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي. ووفقًا لتقرير نشرته "أكسيوس"، قدّم مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات عسكرية محتملة لاستهداف المنشآت النووية الإيرانية.
وأدان بقائي هذه التهديدات، واصفًا إياها بانتهاكات واضحة لميثاق الأمم المتحدة، ودعا مجلس الأمن إلى التصدي لهذه "الاستفزازات التي تقوّض السلام والأمن الدوليين" وقال: "تهديد منشآت نووية سلمية بالقوة يمثل انتهاكًا مزدوجًا للالتزامات الدولية".
كما أشار بقائي إلى أن المفاوضات النووية مع الدول الأوروبية ستُستأنف في جنيف في 12 يناير، مشددًا على التزام إيران بالحوار.
وأضاف: "لم نتجنب طاولة المفاوضات أبدًا، ونؤمن دائمًا بالمفاوضات المشرفة".
تأتي هذه المحادثات في وقت حساس، حيث أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتقدم إيران في تخصيب اليورانيوم إلى مستويات تقترب من درجة الاستخدام العسكري.
ورغم إصرار طهران على أن برنامجها النووي يظل سلميًا، تظل المخاوف الدولية قائمة بشأن إمكانية تطوير أسلحة نووية.