الناقد الرياضي عيد فؤاد يكتب: صح النوم يا معالي الوزير !!

تصريح غريب لفت انتباهي بقوة أطلقه مؤخرا د. أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، جاء مفاده ..أنه ستكون هناك محاسبة لمجالس إدارات الأندية على حجم الصفقات التي يتم إبرامها، وفقًا لميزانية كل فريق.!!
تصريح الوزير جاء عبر إذاعة الشباب والرياضة، والذي قال فيه أيضا، "يجب على من يعمل في المجال الرياضي أن تكون لديه معايير، ونحن كدولة لا يمكننا فرض هذه المعايير، فمجلس الإدارة يُحاسب على نتائجه".
وأضاف: "عندما أقول كل واحد يشيل شيلته، لأن دورنا كوزارة هو متابعة اللائحة المالية.. مثل حجم التعاقدات لكل نادي بما يتلائم مع ميزانيته، وستكون هناك محاسبة قريبًا أو بعيدًا".
وتابع: "نحن نعمل على منح مسئولي كل نادٍ طاقتهم، وندعم من يتفاوض، ونحن نقول إننا سعداء بالمؤسسة التي أنشأها الأهلي، وكذلك القطاعات المختلفة، ونحضر مناسبات النادي، لأن هذا ينعكس على شكل الدولة المصرية بالتأكيد" .
شخصيا ..لا أعلم لماذا قال الوزير هذا الكلام في هذا التوقيت تحديدا، إلا إذا كان يهدف من وراء ذلك توصيل رسالة مبطنة للنادي الأهلي يقول فيها بشكل غير مباشر "أن إيده طايلة" . !!
تصريحات الوزير تشير إلى أنه يلوح بلوي ذراع النادي من خلال إيجاد مبرر للإطاحة بمجلس إدارته خلال الأيام القادمة، على الرغم أن اللائحة تخالف ذلك تماما، والفيفا يعتبره تدخلا حكوميا غير مقبولا قد يترتب عليه توابع خطيرة على الكرة المصرية، علاوة على أن الجمعيات العمومية للأندية فقط هي صاحبة الحق في سحب الثقة من مجالس إدارات الأندية، إلا أنه صبحي لجأ إلى ذلك بعدما وجد الأهلي يقف أمامه حجر عثرة برفضه كافة محاولاته لتنفيذ مخطط معاقبة النادي عقب اعتذاره عن خوض مباراة القمة 130 أمام الزمالك في الدوري الممتاز بسبب تمسك الأحمر بضرورة استقدام حكام أجانب للقاء الذي تم إلغاءه، ومن ثم ترتب عليه معاقبته باعتباره خاسرا 0/3 على أن يتم خصم 3 نقاط أخرى من الفريق في نهاية الموسم.
الحقيقة الدامغة والتي لا تقبل الشك أن وزير الرياضة يلعب بالنار، لأن ما يفعله يُعد ذريعة غير مبررة لعرقلة مسيرة النادي الوحيد الذي يشرف مصر في كافة المحافل الدولية والعالمية، في نفس الوقت الذي يغض البصر عما يحدث في ناديه "الزمالك"، ولم يسأل نفسه لماذا لم يُحاسب مسؤولي الزمالك عن الديون المتراكمة عليهم للكثير من الجهات ومؤسسات الدولة المختلفة، وكيفية تسديدها، مع الوضع في الاعتبار أنه قد تدخل شخصيا لمساعدة الأبيض في الحصول علي قرض من الدولة، بهدف التجديد لبعض اللاعبين الأجانب الذين كان قد تعاقد معهم الزمالك ثم استغني عن بعضهم بعد ذلك النادي وخسر بسببهم الملايين، بعدما سارعوا بشكوى النادي في الـ FIFA، بحثا عن حقوقهم المسلوبة بفعل فاعل، ألا يُعد ذلك من وجهة نظرك إهدارا للمال العام يا معالي الوزير . ؟!
لم ينس د. اشرف صبحي أنه كان يوما ما مديرا للتسويق بنادي الزمالك ولذلك يسعى جاهدا لرد الجميل وفعل المستحيل من أجله حتى يعيده إلى أجواء المنافسة الحقيقية على البطولات المحلية مجددا بعدما صعد مكانه بيراميدز وتراجع الأبيض للمركز الثالث في الدوري ..في حين يلاحقه الفشل في معظم ألعاب الصالات .
ألا تعلم يا معالي الوزير أنك تتقلد منصبا حكوميا مهما والواجب يحتم عليك أن تكون محايدا وليس مجاملا لناديك السابق على حساب باقي الأندية وعلى رأسها بالطبع، كبير العائلة الرياضية المصرية وهو النادي الأهلي .
"صح النوم" يامعالي الوزير، ومحاولات إجبارك الأهلي على العودة للمشاركة في الدوري، وملاقاة بيراميدز 12 أبريل المقبل ربما تنجح، في ظل التلويح بالعقوبات والغرامات المالية الكبيرة والتي تصل إلى قرابة الـ 200 مليون جنيه قد توقع على النادي، وقد لا تنجح، ولكن معلوماتي تشير إلى أن قرار مجلس الإدارة الذي اتخذه النادي الأهلي سلفا بالانسحاب من الدوري سيُنفذ حرفيا، وخصوصا بعدما أصبحت الشبهات تحوم وبقوة حول بطولة الدوري هذا الموسم، والدليل على ذلك تصريحات ايهاب الكومي عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة السابق والتي أكد خلالها أن الدوري يتم توجيهه لصالح نادي بيراميدز وهو ما يستوجب فتح الاتحاد الدولي لكرة القدم تحقيقا واسعا حول هذه التصريحات الخطيرة إذا ما لجأ إليه النادي الأهلي شاكيا الجبلاية ورابطة الأندية، وقد يترتب على ذلك عواقب وخيمة على الكرة المصرية.
وجاء إعلان اللجنة الأوليمبية برئاسة "الزمالكاوي" ياسر إدريس قرارها برفض شكوى الأهلي ليدفع الأخير بالتصعيد بالفعل لأعلى الجهات الدولية، وصولا إلى المحكمة الرياضية "كاس"، بحثا عن حقوقه المهدرة، في ظل امتلاكه الكثير من الأوراق المهمة التي تعضد موقفه أمام تعنت رابطة الأندية"الفاشلة"، واتحاد الكرة "الأفشل" .
الآن الصورة أصبحت واضحة ..واللعب بات على المكشوف، والرسالة الموجهة للأهلي إما أن ترضخ وتقبل العقوبات وتستكمل الدوري أو يتم تحجيمك وستجد ما لذ وطاب والمزيد من العقوبات، ولكن وجهة نظري أن الشاطر من يضحك أخيرا.