قصة مصري من قنا في صفوف الجيش الروسي يتحول إلى أسير حرب في أوكرانيا - التفاصيل كاملة

تداولت منصات التواصل الاجتماعي قصة مثيرة عن شاب مصري من قنا يُدعى "محمد"، الذي وجد نفسه في قلب ميدان الحرب بأوكرانيا بعدما وقع في فخٍ من تدابير الخدمة العسكرية الروسية المعدلة لعام 2022. وقد قام اليوتيوبر الأوكراني "ديميتري كاربينكو" بتوثيق هذه القصة عبر فيديو نشره مؤخراً، يظهر فيه أسير روسي يتواصل مع عائلته عبر مترجم، ليكشف عن معاناة محمد الذي تحول من طالب طموح في كلية الطب إلى جندي مرتزق أسير حرب.
من طموح طالب إلى ضحية الفخ الروسي
نشأت قصة محمد في أسرة متوسطة من صعيد مصر؛ حيث كان يحلم بدراسة الطب ليصبح دكتوراً، لكن نتيجته في الثانوية (89٪) لم تكن كافية للقبول في الجامعات المصرية الكبرى. اقنعه أصدقاؤه بالسفر إلى روسيا، مدعين أن الدراسة هناك لا تعتمد على المجاميع، فاقنع محمد والده ببيع أرض العائلة لتأمين تكاليف الدراسة. استقر الشاب في مدينة قازان بتتارستان، حيث تعلم اللغة وبدأ حياته الأكاديمية، لكن سرعان ما اكتشف أن الرسوم الدراسية مرتفعة بشكل متزايد.
الفخ الروسي والتحول إلى الجندية
بعد تعرضه لضغوط مالية شديدة واضطراره للعمل بدوام جزئي كخدمة توصيل، واجه محمد صعوبات في تسديد مصاريف الجامعة مما أدى إلى فصله من الكلية وإلغاء تأشيرته. وفي وقت لاحق، تلقى عرضاً مغرياً من الحكومة الروسية يتمثل في توقيع عقد خدمة مع الجيش الروسي، حيث يعده العرض بالحصول على الجنسية الروسية ومبلغ مالي كبير ومرتبات شهرية مميزة بعد انتهاء فترة الخدمة، حتى وإن كانت الفترة أولاً تدريبية وقد تصل إلى المشاركة في القتال.
القتال في أوكرانيا كمرتزق ضمن صفوف الجيش الروسي.
وافق محمد على العرض، وتحول بذلك إلى مواطن روسي، لكن سرعان ما فوجئ بأنه مطالب بالذهاب للقتال في أوكرانيا كمرتزق ضمن صفوف الجيش الروسي. وخلال المعارك في الصفوف الأمامية، واجه الشاب صعوبات جسيمة وسط ظروف قاسية أدت إلى تعرضه للأسر.
التوثيق عبر فيديو يوتيوب: ظهور محمد بين الأسر
ظهر محمد في فيديو نشره اليوتيوبر الأوكراني "ديميتري كاربينكو"، الذي يقوم بتوثيق لقاءاته مع أسرى من الجنود الروس في أوكرانيا، بهدف إظهار حالتهم والتواصل مع أسرهم عبر مكالمات فيديو. ويفيد الفيديو بأن محمد، الذي يعود أصله إلى صعيد مصر، قد أصبح أسير حرب، ويواجه مصيراً مجهولاً؛ إذ قد يقضي عمره في الأسر أو يتعرض لعقوبة الإعدام، أو يُفرج عنه في حال حدوث تبادل أسرى، لكنه لن يعود إلى مصر بسبب تنازله عن جنسيته المصرية مقابل الوعود الروسية.
الشباب المصري والعربي الذين سافروا إلى روسيا بحثاً عن فرص دراسية أو عمل
كما يظهر الفيديو مترجماً صوت محمد الذي يُحاول التواصل مع أسرته عبر مكالمة فيديو، مما أثار قلق المتابعين وأعاد فتح باب النقاش حول عدد من الشباب المصري والعربي الذين سافروا إلى روسيا بحثاً عن فرص دراسية أو عمل، ولكنهم وجدوا أنفسهم في فخٍ معقد قد يؤدي بهم إلى مواجهة مصير مماثل.
خلفية أوسع: فخ الفرص المضللة
تسلط قصة محمد الضوء على قضية أكبر تتعلق بالشباب المصري والعربي الذين يتوجهون إلى الخارج بحثاً عن فرص تعليمية أو مهنية، لكنهم يقعون أحياناً في فخاخ اقتصادية وسياسية يصعب الخروج منها. فبينما كان بإمكان محمد متابعة فرص دراسية محلية مجانية أو الحصول على فرص تعليمية في جامعات مرموقة، اتخذ خياراً محفوفاً بالمخاطر بناءً على وعود غير واقعية، مما أدى في النهاية إلى تغيير مسار حياته بشكل جذري.
الوقوع في فخوع العروض المضللة؟
تبقى قصة محمد من قصص الأسى التي تُبرز معاناة الشباب الذين يسعون خلف الأحلام في مواجهة واقع قاسٍ. وبينما يواصل اليوتيوبر "ديميتري كاربينكو" توثيق مثل هذه الحالات، يظل السؤال مطروحاً: كيف يمكن للمجتمعات المحلية والدولية حماية شبابها من الوقوع في فخوع العروض المضللة؟ وفي الوقت الذي يستمر فيه الصراع في أوكرانيا، تظل قصة محمد رسالة تحذيرية لكل من يفكر في المراهنة على فرص تبدو مغرية لكنها قد تغير مجرى الحياة إلى الأبد.