لغز اختفاء الجيش السوري -- تفاصيل الموقف الغامض والاحتمالأت المستقبلية
من المنتظر ان يشهد الوضع العسكري في سوريا تعقيدا بشكل كبير، وسيشهد الجيش السوري العديد من التحولات. يعتبر الجيش السوري أحد الركائز الأساسية لنظام الأسد منذ بداية الحرب الأهلية في 2011، ولكن في حال انهيار النظام وانتقال السلطة، سيكون للجيش دور مركزي في تحديد شكل الاستقرار السياسي والعسكري في البلاد.
انقسام محتمل بين مختلف الفصائل داخل الجيش
من المرجح وفق رأي الخبراء أن يشهد الجيش السوري حالة من الارتباك والصراع على السلطة داخل المؤسسة العسكرية بعد سقوط الأسد. فغياب القيادة السياسية للنظام سيؤدي إلى انقسام محتمل بين مختلف الفصائل داخل الجيش. قد يسعى بعض القادة العسكريين، الذين يعتمدون بشكل كبير على دعم روسيا وإيران، إلى فرض سيطرتهم على الجيش، بينما قد يختار آخرون محاربة المسلحين الذين سيطروا على دمشق.
الولاءات الخارجية للجيش السوري
المعروف ان الجيش السوري يضم العديد من الفصائل المختلفة التي تتبع ولاءات خارجية، منها الولاء لإيران وروسيا، وكذلك بعض الوحدات التي قد تكون لها علاقات مع جهات أخرى. يمكن أن تؤدي هذه الولاءات إلى صراع داخلي على النفوذ بعد غياب الأسد.
سيطرة العناصر المسلحة على دمشق وتحديات كبري
إذا سيطرت المعارضة المسلحة أو الجماعات المسلحة على دمشق، فإن القوات المسلحة السورية ستجد نفسها في مواجهة تحديات صعبة. من جهة، ستكون هناك محاولة من الجيش لاستعادة العاصمة من قبضة المجموعات المسلحة، وهو أمر قد يتطلب تدخلاً عسكريًا كبيرًا، ولكن من جهة أخرى، قد يتجنب الجيش السوري المواجهة المباشرة خوفًا من تفاقم الصراع أو انهيار مؤسسات الدولة بشكل كامل.
الدور الأيراني والروسي
في حال حدوث فراغ سياسي وعسكري في دمشق، من المحتمل أن تستمر روسيا وإيران في تقديم الدعم العسكري للحفاظ على تواجد القوات الموالية للأسد، خاصة في المناطق الاستراتيجية مثل القواعد العسكرية في طرطوس وحميميم.
مواقف مختلفة
إذا كانت سيطرة المجموعات المسلحة على دمشق حاسمة وسريعة، فإن العديد من الوحدات العسكرية السورية قد تشهد تفتتًا داخليًا أو استسلامًا. هذا قد يشمل القوات التي كانت تقاتل بشكل رئيسي لحماية النظام، لكنها قد تجد نفسها في وضع محرج مع غياب القيادة السياسية المركزية.
خلايا منفصلة داخل الجيش السوري
يمكن أن يؤدي غياب التنسيق بين القوات المختلفة إلى تبعات سلبية على المدى الطويل، حيث قد تنشأ جماعات منفصلة داخل الجيش السوري، وبالتالي تضعف قدرته على السيطرة على المناطق الأخرى في سوريا.
حرب بين مختلف القوى المحلية والعالمية
من أبرز الاحتمالات عقب سقوط الأسد هو أن تتفاقم الحرب الأهلية السورية إلى حرب بين مختلف القوى المحلية والعالمية. في حال انقسام الجيش السوري أو تصاعد التوتر بين القوات المدعومة من إيران وروسيا، قد تتجه البلاد نحو حرب شاملة بين الفصائل المختلفة، بما في ذلك المجموعات المسلحة المعارضة والنظام، فضلاً عن تدخل القوى الأجنبية في المنطقة.
فرصة توسيع مركز النفوذ لجماعات عرقية
في حال سقوط بشار الأسد، سيزداد النفوذ العسكري للمجموعات المسلحة المعارضة في دمشق وبعض المناطق الأخرى، مثل الأكراد الذين سيحاولون توسيع مناطق سيطرتهم. قد تواجه هذه المجموعات تحديات في التوصل إلى توافقات مع الأطراف الأخرى، مثل القوى العالمية والإقليمية التي قد تحاول استثمار الوضع لصالحها.
فرض تسوية سياسية، لكن وجود القوات العسكرية الأجنبية في سوريا قد يطيل أمد النزاع
بعد سقوط الأسد، من المحتمل أن يتدخل المجتمع الدولي بشكل أكبر لفرض تسوية سياسية، لكن وجود القوات العسكرية الأجنبية في سوريا قد يطيل أمد النزاع. من المحتمل أن تواصل روسيا تقديم الدعم للقوات السورية الموالية للأسد، فيما يمكن أن تواصل إيران تعزيز وجودها العسكري في مناطق حيوية، بينما سيكون هناك تواجد كبير للقوات الأمريكية في المناطق التي تسيطر عليها المجموعات الكردية.
الجيش السوري في مواجهة تحديات غير مسبوقة
إن سقوط بشار الأسد وسيطرة العناصر المسلحة على دمشق سيفتح المجال لمرحلة جديدة مليئة بالتعقيدات العسكرية والسياسية في سوريا. سيكون الجيش السوري في مواجهة تحديات غير مسبوقة، تتراوح بين الانقسام الداخلي والصراع على القيادة، وبين التصعيد العسكري على الأرض. كما ستتدخل القوى الإقليمية والدولية في محاولة للسيطرة على الوضع، مما يزيد من تعقيد المشهد السوري.