د مصطفى راشد يكتب :حتى تكون ليلة القدر من نصيبك

ينتظر المسلمون مليار وستمائة مليون ليلة القدر فى العشر الأواخر من شهر رمضان ، لذلك فهي ذات أهمية وخصوصية كبيرة عند المسلمين، فالقرآن نزل في هذه الليلة الغير معلومة تحديدا ، حيث ورد في سورة القدر: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ١ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ٢ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ٣﴾ [القدر:1–3] وفي هذه الليلة تتنزل الملائكة، وتكون الليلة سلامٌ حتى مطلع الفجر، كما ورد فى سورة القدر: ﴿تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ٤ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ٥﴾ ص ق وللأسف كثرت الاراء والتفسيرات عن معنى ليلة القدر وموعدها ،ووضعت احاديث عنها لا مصدر لها ،حتى أصبحت حلم لكل مسلم وكأنها خاتم سليمان، لدرجة ان توارث البعض بلا دليل أنها طاقة نور تظهر للإنسان فتغفر ذنوبه وتمنحه السعادة بالحياة،وهو كلام بلا معنى ،لأن الله عادل لا يختار باليانصيب ،ولكن بالعمل الصالح وحب الناس والتكافل وعدم الظلم وحتى تكون ليلة القدر من نصيبك
أبحثوا عنها في رضا أب وأم وأخ وأخت وأبن وبنت وزوج أو زوجة، في صلة رحم
رسالتى لكم :- ألاتبحثوا عن ليلة القدر بين أعمدة المساجد وأبواب السماء،،،بل إبحثوا عنها في رضا أب وأم وأخ وأخت وأبن وبنت وزوج أو زوجة، في صلة رحم أو صلح من خاصمناهم ❤ أوإطعام مسكين أوكسوة عاري أوتأمين خائف ورفع مظلمة أوكفالة يتيم ومساعدة مريض ،،أبحثوا عنها بإحترام الناس على إختلاف عقائدهم، وبنزع الكراهية والسواد من قلوبكم ،وسامحوا كل الناس ،ولا تحاسب غيرك لأن الله فقط هو من يملك الحساب ،والحقيقة لا يعلمها بشر،
إفشاء السلام والتسامح والحب ،والإقلاع عن الكذب
إبحثوا عن ليلة القدر بقول الحق وإظهار حسن الخلق وإفشاء السلام والتسامح والحب ،والإقلاع عن الكذب -- وأعلموا أن كثرة الصلاة لن تفيدكم وانتم تحملون شىء من هذه العلل،، وأعلموا ايضا أن الزكاه أو الصدقة هى مفتاح الجنة ،،فهى اعلى منزلة من الصلاة والحج والصوم لٲن هؤلاء حق لله لكن الزكاة هى حق للعبد وحق العبد مقدم على حق الرب لٲن الله غير محتاج والعبد محتاج ،، والزكاة هى الصدقة وقد تكون بالمال أو بابتسامة فى وجه أخيك ،،كما أن الطواف على بيوت الفقراء والمحتاجين أعظم من الطواف حول الكعبة
إبحثوا عن ليلة القدر في ضمائركم قبل مساجدكم
،وليلة القدر قد تكون فى رمضان أو فى يوم أخر من أيام السنة لأن رحمة الله دائمة ---إبحثوا عن ليلة القدر في ضمائركم قبل مساجدكم
فصنع المعروف هو من يقي من المهالك فيمنحك الله جزاء ليلة القدر والله لا يمنحها لعديم الضمير من لا يعرف الحب والسلام ؛ ولن تكون ليلة القدر من نصيبك إلا اذا سامحت كل الناس وتوقفت عن ظلم وأغتياب الغير فكيف تنظر ليلة القدر وقلبك بداخله كراهية لأى إنسان وعنيف مع الطفل والحيوان وتسرق وتنصب وتغش فى البيع لجمع المال ،، وعلى كل رجل وأمراة أن يسألوا أنفسهم هل بهم أيا من هذه العلل قبل أن ينتظروا ليلة القدر .
د مصطفى راشد عالم ٲزهرى وأستاذ القانون