القبض وزير النفط في جنوب السودان بووت كانغ تشول وسط تصاعد التوترات السياسية

شهدت العاصمة جوبا تطورًا سياسيًا خطيرًا بعد أن اعتقلت السلطات وزير النفط في جنوب السودان، بووت كانغ تشول، وسط تصاعد حدة الخلافات بين الرئيس سلفا كير ونائبه الأول د. رياك مشار، مما يعكس الأزمة المستمرة التي تعصف بالبلاد.
خلفيات الاعتقال وأسبابه
أفادت إذاعة "راديو تمرزوي" المحلية بأن اعتقال الوزير جاء على خلفية تزايد التوتر بين الحكومة والمعارضة، حيث يُعرف بووت كانغ تشول بدعمه لقوى المعارضة، وهو ما جعله عرضة للاستهداف مع عدد من أقاربه وحراسه الشخصيين، حيث تم احتجازهم لدى جهاز الاستخبارات العسكرية.
التوتر بين سلفا كير ورياك مشار
يأتي هذا التصعيد في ظل تعثر تنفيذ اتفاقية السلام المحدثة لعام 2018، التي تهدف إلى إنهاء الحرب الأهلية المستمرة منذ سنوات طويلة. وكان من المقرر بموجب الاتفاقية أن يتم توحيد الفصائل المسلحة تحت راية جيش وطني واحد، غير أن هذا البند تحديدًا واجه صعوبات وتأجيلات متكررة، مما أدى إلى تصعيد الخلافات بين الفرقاء السياسيين.
انعكاسات الاعتقال على الوضع السياسي
يعد اعتقال وزير النفط مؤشرًا على تصاعد الانقسامات داخل الحكومة، خاصة أن الوزارة التي كان يشغلها تعد واحدة من أهم القطاعات الاقتصادية في البلاد، حيث يعتمد اقتصاد جنوب السودان بشكل رئيسي على إيرادات النفط.
ويتخوف المحللون من أن تؤدي هذه الحادثة إلى تعميق الأزمة السياسية وإثارة موجة جديدة من العنف، خاصة في ظل هشاشة اتفاق السلام وعدم إحراز تقدم في توحيد الجيش وإعادة هيكلة مؤسسات الدولة.
مستقبل الأزمة في جنوب السودان ومنع انزلاق البلاد إلى دوامة جديدة من الحرب الأهلية
لا تزال الاتصالات الدبلوماسية الإقليمية والدولية تحاول احتواء الأزمة، حيث تسعى الهيئة الحكومية للتنمية "إيقاد" إلى دفع الأطراف المتنازعة نحو التفاوض ومنع انزلاق البلاد إلى دوامة جديدة من الحرب الأهلية.