التربية والتعليم تفرض إجراءات احترازية مشددة بعد لأكتشاف إصابة طلاب بالجدري المائي

شهدت مدرسة مصطفى كامل الرسمية للغات بالعمرانية حالة من القلق بين أولياء الأمور، بعد الإعلان عن تسجيل ست حالات إصابة بجدري الماء بين الطلاب. وجاء الرد الرسمي سريعًا من وزارة التربية والتعليم المصرية، حيث أكد مصدر مسؤول أن جميع الحالات المكتشفة تتلقى العلاج في المنزل، وأن العملية التعليمية مستمرة دون انقطاع، رغم المخاوف المتزايدة من انتشار العدوى.
قلق متزايد بين أولياء الأمور وتحذيرات من تفشي العدوى
انتشرت الأنباء عن وجود إصابات بجدري الماء داخل المدرسة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مما أثار موجة من القلق بين أولياء الأمور، الذين طالبوا باتخاذ إجراءات عاجلة لحماية أبنائهم. ووفقًا لداليا الحزاوي، مؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر، فقد تلقت شكاوى من بعض أولياء الأمور تؤكد ظهور الإصابات داخل فصلين دراسيين على الأقل.
وأبدى الأهالي مخاوفهم من احتمالية تفشي المرض داخل المدرسة، خاصةً مع تواجد حوالي 3,000 طالب في منشأة تعليمية واحدة. وطالب البعض بضرورة فرض إجراءات وقائية أكثر صرامة، تشمل تعقيم الفصول بشكل دوري، وعزل الطلاب المصابين، وإجراء فحوصات دورية للكشف المبكر عن أي حالات جديدة.
إجراءات المدرسة ووزارة التعليم للحد من انتشار المرض
لم تتأخر إدارة مدرسة مصطفى كامل في الاستجابة لمطالب أولياء الأمور، حيث أعلنت عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك أنه تم تعقيم الفصول الدراسية بالكامل، كإجراء وقائي للحد من انتشار الفيروس بين الطلاب.
كما أكدت الإدارة أن الطلاب المصابين حصلوا على إجازة مرضية لمدة أسبوعين، وفقًا للبروتوكول الصحي المتبع. وشددت على أنه لن يُسمح لهم بالعودة إلى المدرسة إلا بعد تقديم تقرير طبي يثبت شفائهم التام، لضمان سلامة بقية الطلاب.
ولم تقتصر الإجراءات على ذلك، بل أعلنت المدرسة أيضًا أنه سيتم إعادة التقييمات والامتحانات الشهرية للطلاب الذين اضطروا للتغيب بسبب المرض، حفاظًا على حقوقهم التعليمية.
ما هو جدري الماء وكيفية الوقاية منه؟
جدري الماء هو مرض فيروسي معدٍ ينتقل بسهولة من خلال الرذاذ المتطاير في الهواء أو عن طريق ملامسة الطفح الجلدي للمصابين. ويصيب الأطفال بشكل شائع، مما يجعله أحد الأمراض المنتشرة داخل المدارس والمرافق التعليمية.
وتشمل أعراضه الرئيسية الحمى، والطفح الجلدي المميز، والحكة الشديدة، والتعب العام. وينصح الأطباء باتباع إجراءات وقائية صارمة لمنع انتشاره، مثل:
- عزل المصابين عن بقية الطلاب حتى يتماثلوا للشفاء تمامًا.
- تعقيم الفصول والمرافق المدرسية بانتظام.
- حث الطلاب على غسل أيديهم باستمرار.
- استخدام الكمامات في حال وجود إصابات داخل المدرسة.
ردود فعل واسعة بين الأهالي والمسؤولين
أكد عدد من أولياء الأمور أن الإجراءات التي اتخذتها المدرسة تبدو جيدة، ولكنهم لا يزالون يطالبون بالمزيد من الشفافية حول الوضع الصحي للطلاب. كما أشار بعضهم إلى ضرورة تفعيل دور وزارة الصحة في مراقبة الحالة الوبائية داخل المدارس، وتوفير تطعيمات وقائية ضد جدري الماء للطلاب الأكثر عرضة للإصابة.
من جهتها، طمأنت وزارة التربية والتعليم المصرية الأهالي، مؤكدةً أن الوضع تحت السيطرة، وأن هناك متابعة دورية لجميع المدارس للتأكد من اتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة لمنع انتشار أي أوبئة داخل المؤسسات التعليمية.
جدري الماء يتطلب تعاون الأهالي والطلاب مع الإرشادات الوقائية
يظل جدري الماء من الأمراض المعدية التي تتطلب التعامل معها بحذر، خاصةً داخل المدارس حيث يسهل انتشاره بين الطلاب. وبينما تسعى الجهات المعنية إلى السيطرة على الوضع، فإن تعاون الأهالي والطلاب مع الإرشادات الوقائية سيظل العامل الأهم في منع تفشي المرض داخل المؤسسات التعليمية.