مخطط الصين للأستفادة من شطحات ترامب وتصريحاتة !!

منذ فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية، بدأت الصين في تجهيز نفسها للتعامل مع العواقب المحتملة للإدارة الأمريكية القادمة. كان التوقع السائد في بكين أن سياسة ترامب ستكون أكثر قسوة، مما قد يؤدي إلى تصعيد الصراعات التجارية والتكنولوجية، بالإضافة إلى قضايا أخرى مثل تايوان.
استعداد الصين لولاية ترامب الثانية: مواجهة التحديات استراتيجياً"
فرض ترامب رسومًا جمركية بنسبة 10% على جميع السلع الصينية كان بمثابة إشعار مبكر لمخاوف الصين، التي ردت سريعًا من خلال فرض تعريفات جمركية مماثلة على بعض السلع الأمريكية. كما تبنت الصين إجراءات انتقامية عبر فرض قيود على صادرات المعادن الحيوية، وإجراء تحقيقات ضد الشركات الأمريكية الكبرى مثل «غوغل».
ومع ذلك، رغم أن الصين تمتلك أدوات الرد، فإن قدرتها على التفوق على الولايات المتحدة محدودة بسبب القوة الاقتصادية المتفوقة لواشنطن، والعجز التجاري الضخم الذي تعاني منه الصين. لكن في المقابل، كان صناع السياسات في بكين يدركون أن التحضير يتطلب أكثر من مجرد تكتيكات تجارية، بل كان يستوجب استراتيجية طويلة المدى.
تطوير استراتيجيات مرنة لمواجهة تحديات ترامب
قادة الصين أعادوا ترتيب أولوياتهم وقاموا بتطوير استراتيجيات مرنة لمواجهة تحديات ترامب، وهو ما انعكس في سلسلة من الخطوات المدروسة لتعزيز الاقتصاد المحلي وتنويع العلاقات التجارية على الصعيد الدولي. استراتيجيات بكين تراوحت بين تعزيز الجبهة الداخلية من خلال سياسات تحفيزية تشمل خفض الديون وتعزيز الاستهلاك المحلي، وبين تقوية الروابط مع الدول المجاورة عبر اتفاقيات تجارية ومبادرات دبلوماسية.
ومن أبرز تدابير الصين كان الإعلان عن برنامج لتوزيع 1.4 تريليون دولار لخفض ديون الحكومات المحلية، بالإضافة إلى تحسين السياسات المالية والنقدية، مما ساعد في تحفيز الاقتصاد. كما أبدت الصين استعدادها للوفاء باتفاقية التجارة بين البلدين، والتي تشمل شراء منتجات أمريكية بقيمة 200 مليار دولار، وتقديم مقترحات لبدء مفاوضات المرحلة الثانية التي تركز على الإصلاحات الهيكلية.
أصلاح علاقات الصين مع جيرانها ثل الهند واليابان لتقليل ضغوط واشنطن المحتملة
ورغم التوترات مع واشنطن، سعت الصين لتوسيع تحالفاتها في الجنوب العالمي، مع التركيز على أسواق مثل البرازيل وإندونيسيا وماليزيا، التي تعتبر بمثابة وسطاء في التبادل التجاري بين الصين والولايات المتحدة. على الرغم من أن الصين تفضل التعامل مباشرة مع أمريكا، إلا أن الاستعداد لإيجاد بدائل اقتصادية عبر تحالفات متعددة الأطراف مثل الشراكة عبر المحيط الهادئ هو خيار استراتيجي بعيد المدى.
إلى جانب ذلك، حرصت الصين على تحسين علاقاتها مع جيرانها مثل الهند واليابان، سعيًا لتقليل أي ضغط قد تمارسه واشنطن على حلفائها ضدها. علاوة على ذلك، كان التركيز على تحسين العلاقات مع دول الجنوب العالمي أساسيًا لتجاوز تأثيرات التعريفات الأمريكية.
الصين تطمح للاستفادة من سياسات ترامب لتعزيز موقفها العالمي.
الصين ليست مستعدة فقط للرد على الإجراءات التجارية الأمريكية، بل تطمح للاستفادة من سياسات ترامب لتعزيز موقفها العالمي. فبينما كانت إدارة ترامب تحاول تحجيم النفوذ الصيني، تخطط بكين لاستغلال الفرص التي قد تنشأ لتعزيز قوتها الاقتصادية والجيوسياسية، مع استعدادها لفرض ردود فعل استراتيجية تؤثر في النظام التجاري الدولي.