عبد الله غيث: في ذكرى ميلاده أسطورة خالدة في الفن المصري
في مثل هذا اليوم، 28 يناير، نستذكر ميلاد الفنان المصري الكبير عبد الله غيث، أحد أبرز نجوم الفن المصري الذي ترك بصمة لا تُنسى في المسرح، السينما، والتلفزيون. وُلد عام 1930 في قرية كفر شلشلمون بمحافظة الشرقية، واشتهر بأدائه الأدوار التاريخية بتميز، مستخدمًا لغة عربية سليمة وإحساسًا فنيًا عميقًا.
نشأته وبداية شغفه بالفن
وُلد عبد الله غيث لعائلة ثرية تمتلك مئات الأفدنة، وكان والده طبيبًا درس في لندن. لكن وفاة والده المبكرة أثرت في حياته، حيث اضطر إلى تولي مسؤولية الأسرة ومتابعة أراضيها الزراعية وهو لا يزال صغيرًا. ورغم ذلك، ظل شغفه بالفن دافعًا له للهروب من المدرسة لحضور المسرحيات.
لاحقًا، انتقل إلى القاهرة والتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، حيث درس على يد شقيقه الأكبر حمدي غيث، وبدأ مسيرته الفنية بعد التخرج عام 1955.
مسيرته الفنية
المسرح
كان عبد الله غيث أحد رواد المسرح المصري، حيث انضم إلى المسرح القومي وشارك في العديد من المسرحيات الكلاسيكية والشعرية، من أبرزها:
- الحسين ثائرًا
- الوزير العاشق
- دنشواي الحمراء
- زيارة السيدة العجوز
تم ترشيحه من قِبل الفنان يوسف وهبي ليكون خليفته على خشبة المسرح، وأظهر براعة استثنائية في تقديم الأدوار التي تحتاج إلى إتقان اللغة العربية.
السينما
بدأ غيث مشواره السينمائي بفيلم "لا وقت للحب" عام 1962، ثم توالت أدواره الناجحة، من أبرزها:
- رابعة العدوية (1963)
- الرسالة (1976) حيث قدم دور حمزة بن عبد المطلب، وهو الدور الذي أثار إعجاب الممثل العالمي أنطوني كوين، الذي قال عنه: "لو كان عبد الله غيث في هوليوود، لكان له شأن كبير."
- الشيماء (1972)
- الحرام (1965)
كما قام بدبلجة صوت شخصية عمر المختار التي جسدها أنطوني كوين في فيلم "عمر المختار" عام 1981.
التلفزيون
ساهم غيث في العديد من المسلسلات التي تركت بصمة واضحة، منها:
- المال والبنون
- بوابة الحلواني
- ذئاب الجبل (آخر أعماله، حيث توفي أثناء تصويره)
- الثعلب
وفاته وإرثه الفني
توفي عبد الله غيث في 13 مارس 1993 عن عمر يناهز 63 عامًا إثر أزمة قلبية مفاجئة. ورغم رحيله، يظل إرثه الفني خالدًا، فقد قدم أكثر من 160 عملًا فنيًا بين المسرح، السينما، والتلفزيون، ولا يزال يُعتبر رمزًا للتمثيل الراقي في مصر والعالم العربي.
استطاع بصوته وأدائه أن يترك أثرًا لا يُنسى
عبد الله غيث لم يكن مجرد ممثل، بل كان فنانًا شامخًا في عالم الفن المصري، استطاع بصوته وأدائه أن يترك أثرًا لا يُنسى. ستظل ذكراه حاضرة دائمًا في قلوب محبيه وعشاق الفن العربي.