إسرائيل تعدل مناهجها الدراسية حول حرب أكتوبر.. تحريف للتاريخ أم إعادة صياغة سياسية؟
أصدرت وزارة التعليم الإسرائيلية توجيهات جديدة لمعلمي التاريخ في المدارس، تقضي بتغيير طريقة تدريس أسباب اندلاع حرب أكتوبر 1973 بين مصر وإسرائيل، وذلك وفقًا لما كشفه تقرير نشرته صحيفة هاآرتس العبرية.
تحريف الرواية التاريخية؟
وفقًا للتوجيهات الجديدة، سيتم تدريس الطلاب أن مسؤولية اندلاع الحرب تقع بالكامل على عاتق مصر، وليس بسبب رفض إسرائيل للمبادرات السلمية المصرية قبل الحرب. ويأتي هذا التغيير في إطار تنقيح المناهج الدراسية للعام الدراسي المقبل، حيث أكدت الصحيفة أن أي إجابة في امتحانات الثانوية العامة تشير إلى رفض إسرائيل لمقترحات السلام المصرية قبل الحرب سيتم رفضها.
انقسام بين المؤرخين حول تفسير أسباب الحرب
لطالما كانت الرواية التاريخية لحرب أكتوبر محل جدل بين المؤرخين، حيث تشير بعض التحليلات إلى أن تجاهل إسرائيل لمبادرات الرئيس المصري أنور السادات كان أحد الأسباب الرئيسية لاندلاع الحرب، بينما تؤكد إسرائيل في مناهجها الجديدة أن مصر تحملت وحدها مسؤولية التصعيد العسكري.
ورغم هذا التعديل في المناهج، أشارت الصحيفة إلى أن العوامل السياسية ستظل تُدرّس كجزء من أسباب اندلاع الحرب، ما يعكس رغبة إسرائيلية في الحفاظ على جانب من النقاش التاريخي، ولكن وفق سردية تتناسب مع سياساتها الحالية.
دوافع التعديل وتأثيره على الأجيال القادمة
يبدو أن هذا التغيير في المناهج يأتي في إطار إعادة صياغة الوعي التاريخي لدى الأجيال الإسرائيلية الشابة، حيث تسعى إسرائيل إلى تعزيز روايتها الخاصة حول الصراع العربي الإسرائيلي، خاصة بعد مرور أكثر من 50 عامًا على حرب أكتوبر، التي تعتبرها مصر أحد أعظم الانتصارات العسكرية في تاريخها الحديث.
ويرى محللون أن هذه التعديلات تمثل محاولة لإعادة تشكيل الإدراك العام بشأن الحرب، من خلال تقليل مسؤولية إسرائيل السياسية والدبلوماسية في تفاقم الصراع قبل 1973، مما قد يؤدي إلى إضعاف فهم الأجيال الجديدة للحقيقة التاريخية.
ردود فعل محتملة من مصر والعالم العربي
من المتوقع أن تثير هذه التعديلات ردود فعل واسعة في مصر والدول العربية، حيث تعد حرب أكتوبر رمزًا للنضال والتحرير في الوجدان العربي. وقد تدفع هذه التعديلات الجانب المصري إلى إعادة التأكيد على الحقائق التاريخية وتكثيف الجهود لتصحيح أي تحريف قد تتبناه المناهج الإسرائيلية.