حرائق الغابات في كاليفورنيا: رياح سانتا آنا والجفاف يشعلان الأزمة
تواصل حرائق الغابات في جنوب كاليفورنيا انتشارها بوتيرة متسارعة، وسط تحديات طبيعية قاسية أبرزها رياح سانتا آنا المعروفة بخصائصها الجافة والحارة، والتي تُلقب بـ"الرياح الشيطانية". هذه الرياح القوية تنشأ نتيجة انتقال الهواء من مناطق الضغط العالي في الصحارى القاحلة بجنوب غربي الولايات المتحدة نحو مناطق الضغط المنخفض قرب ساحل كاليفورنيا، ما يؤدي إلى ارتفاع حرارته أثناء تدفقه عبر الجبال.
رياح سانتا آنا وتأثيراتها على موسم الحرائق
تنشط رياح سانتا آنا عادةً في الأشهر الباردة بين سبتمبر ومايو، حيث توفر الظروف المثالية لانتشار الحرائق، من خلال تجفيف الغطاء النباتي وزيادة سرعة النيران. هذا العام، كانت الرياح أشد قوة، مما ساعد على إذكاء الحرائق في جنوب كاليفورنيا وتفاقم الخطر على المجتمعات المحلية.
وفقًا للبروفيسورة آمي هيسل، أستاذة الجغرافيا بجامعة ويست فيرجينيا، تُعتبر رياح سانتا آنا واحدة من أكثر العوامل المناخية خطورة فيما يتعلق بحرائق الغابات على مستوى العالم.
أحداث مناخية متطرفة تزيد من حدة الأزمة
في يناير 2025، شهدت مقاطعة سان برناردينو حدثًا مناخيًا متطرفًا، حيث وصلت سرعة الرياح إلى 128 كيلومترًا في الساعة (80 ميلًا في الساعة)، مما دفع السلطات إلى تمديد التحذيرات الحمراء بشأن خطر الحرائق. وأشار خبير الأرصاد الجوية أليكس داسيلفا إلى أن الرياح القوية لا تؤدي فقط إلى انتشار النيران بسرعة بين المناطق السكنية، لكنها قد توقف حركة الطائرات المستخدمة في مكافحة الحرائق، مما يجعل السيطرة عليها أكثر صعوبة.
الجفاف المستمر يزيد من خطر الحرائق
تعاني مناطق واسعة من كاليفورنيا من نقص حاد في الأمطار، حيث سجلت لوس أنجلوس أقل من بوصة واحدة من الأمطار منذ أبريل 2024، بينما المعدل الطبيعي يتراوح بين 5 و6 بوصات. هذا الجفاف المستمر يخلق بيئة مواتية لاندلاع الحرائق وانتشارها بسرعة. وأوضح بول باستيلوك، خبير الطقس طويل المدى، أن فرص هطول الأمطار في الفترة المقبلة تبدو ضئيلة، ما يعني استمرار الأزمة حتى مارس إذا لم تتحقق كميات كافية من الأمطار.
مزيج خطير يهدد السكان والمنازل
تُشكل رياح سانتا آنا والجفاف الشديد مزيجًا خطيرًا يهدد بزيادة انتشار الحرائق، ما يستدعي استجابة سريعة من فرق الإطفاء. في ظل هذه الظروف القاسية، يُنصح السكان بالبقاء على استعداد دائم للإخلاء وتجنب المخاطر، وسط تحذيرات مستمرة من خبراء الأرصاد الجوية حول استمرار الأوضاع المتوترة.
تعزيز جهود التوعية والاستعداد
تعد هذه الأزمة دليلًا على التحديات البيئية والمناخية التي تواجه جنوب كاليفورنيا، ما يتطلب تعزيز جهود التوعية والاستعداد لمثل هذه الكوارث الطبيعية المتكررة.