لقاء ترامب وبايدن صدام بين التوجهات والأرث الديمقراطي
عقب أن غادار ترامب البيت الأبيض مهزوماً وغاضباً خلال الأنتخابات امام بايدن في يناير 2021، يعود الرئيس السابق دونالد ترامب إلى مقر الرئاسة الأمريكية يوم الأربعاء، في مشهد يمثّل عودة درامية. ومن المقرر أن يستقبله الرئيس الديمقراطي جو بايدن في المكتب البيضاوي، حيث سيتسلم ترامب، الذي يبلغ الآن من العمر 78 عاماً، مقاليد السلطة لولاية رئاسية ثانية بعد فوزه الساحق في الانتخابات الرئاسية.
ترامب يستعيد البيت الأبيض ورد الأعتبار
يُنظر العديد إلى عودة ترامب كنوع من رد الاعتبار بعد هزيمة عام 2020، التي تركت أثراً عميقاً عليه. في زيارته، سيجتمع مع بايدن، الذي وعد بتسليم سلس للسلطة. غير أن اللقاء بينهما لا يخلو من الرمزية؛ فترامب رفض حضور حفل تنصيب بايدن قبل ثلاث سنوات وترك البيت الأبيض دون إتمام تقاليد الانتقال المعتادة، مُصرّاً على أن الانتخابات قد سُرقت منه.
وزارة إيلون ماسك الجديدة ووعود ترامب
استعداداً لفترة رئاسته الثانية، أوفى ترامب بوعده الانتخابي بتعيين إيلون ماسك، رئيس شركة تسلا ومنصة إكس، على رأس وزارة "الكفاءة الحكومية" المستحدثة. تهدف هذه الوزارة الجديدة إلى خفض الهدر وتقليص البيروقراطية، مع وضع جميع أنشطتها عبر الإنترنت لتحقيق الشفافية المطلقة. كما كلّف ترامب رجل الأعمال فيفيك راماسوامي بمشاركة ماسك في قيادة هذه الوزارة، مع وعود بإجراءات قد تشمل تقليص الميزانية الفيدرالية بشكل جذري.
إدارة ترامب المقبلة تتبلور بتعيينات تحمل طابعًا راديكاليًا
بعد فوزه على كامالا هاريس، بدأت إدارة ترامب المقبلة تتبلور بتعيينات تحمل طابعًا راديكاليًا. وقد عيّن ترامب بالفعل حلفاء مقربين في مناصب رئيسية؛ ماركو روبيو لمنصب وزير الخارجية، المعروف بموقفه المتشدد من الصين وإيران، وبيت هيغسيث لرئاسة البنتاغون، وهو ضابط سابق ومقدّم برامج في قناة فوكس نيوز. وتشمل التعيينات الأخرى صقورًا محافظين مثل مايك والتز كمستشار للأمن القومي وكريستي نويم وزيرة للأمن الداخلي.
ترامب قادراً على إحداث تغييرات جذرية بالسيطرة علي الكونجرس
المعروف والمتوقع ان يشهد المشهد السياسي الأمريكي تحوّلًا كبيرًا؛ الجمهوريون يسيطرون على الكونجرس والمحكمة العليا تخضع لهيمنة واضحة من اليمين، مما يمنح ترامب حرية تصرّف شبه مطلقة لتطبيق أجندته السياسية والاقتصادية. ومع تأكيد الجمهوريين على تفوقهم التشريعي، سيكون ترامب قادراً على إحداث تغييرات جذرية، خاصة في ملف الهجرة والاقتصاد، حيث وعد بسياسات حادة تستهدف المهاجرين غير القانونيين وتعزيز الإنتاج المحلي.
صدام محتمل بين توجهاته الراديكالية وإرث بايدن الديمقراطي
يعتبر البعض ان عودة ترامب ليس فقط فصلًا جديدًا في الرئاسة الأمريكية، بل بداية صدام محتمل بين توجهاته الراديكالية وإرث بايدن الديمقراطي. وبينما يسعى ترامب لتحقيق "إنقاذ أمريكا"، يرى مؤيدوه فيه قائدًا يعيد أمريكا إلى قوة لا تقهر، بينما يخشى خصومه من عواقب تطلعاته وتغيراته الجذرية.