سعيد محمد أحمد يكتب : حماس .. والبحث عن مأوى فى مهب الريح
خلال الساعات الماضية تصاعدت أنباء متطابقة بوتيرة عالية تجوب العالم نقلا عن مصادر قطرية، وصفت بالمطلعة لوكالات الانباء "رويترز " و "الوكالة الفرنسيه" عن انسحاب قطر من مفاوضات وقف اطلاق النار فى غزة، واحتمالية طردها لقاده حماس ومكتبها السياسي من البلاد بعد ممارسة ضغوط امريكية على قطر.
ومع تدوال الانباء عن قرب رحيل أباطرة حماس من قطر ، وهو ما اكده القيادى الحمساوي موسى ابو مرزوق فى تصريحات سابقة، بان وجود حماس فى الدوحة جاء بأوامر امريكية فى أعقاب مغادرتهم الاردن فى تسعينيات القرن الماضى، وهو ما اكده مسؤول قطرى فى تصريح "لرويترز " أن مكتب حماس السياسى فى الدوحة لم يعد يؤدى الغرض منه .
مطالبة الدوحة لقاده حماس بالخروج من قطر والبحث عن بديل فى أيه بلدان اخرى بالمنطقة
فيما ظل تداول نبأ مطالبة الدوحة لقاده حماس بالخروج من قطر والبحث عن بديل فى أيه بلدان اخرى بالمنطقة، وعقب اعلان الخارجية القطرية رسميا تجميد وساطتها مع الشركاء بسبب عدم وقف إطلاق النار فى غزة، لتلاعب طرفى التفاوض الالتزام بما تم التوافق عليه، ومعتبرًا ان الدوحة لن تقبل ان تكون الوساطة سببا فى ابتزازها .
حقيقة الأمر .. وفى ظل المأزق الذى يعيشه اباطرة حماس فى الخارج، وما تعرض له الشعب فى غزة والضفة الغربية من دمار وابادة جماعية، ودون توفير ادنى الحماية لهما، ولتصبح الخيارات أمام إقامة هؤلاء الأباطرة خارج الدوحة وفى فنادق النجوم الخمس محدودة وربما قد تكاد معدومة .
.. الى أين سيتوجه قاده حماس؟ وما هى الخيارات والفرص التى أمامهم؟
ويبقى العديد من الاسئلة المطروحه لدى العديد من المتابعين .. الى أين سيتوجه قاده حماس؟ وما هى الخيارات والفرص التى أمامهم؟ وما هى الدول التى من الممكن أن تستقبلهم؟ .. فى ظل الظروف السوداء التى يعيشها الشعب الفلسطيني تحت وطأة الغارات الاسرائيلية اليومية وسقوط العشرات من الضحايا.!!!
ويرى العديد من المراقبين ان الخيارات امام حماس ربما قد تكون غير متاحة او معدومة فى الوقت الراهن، لعده أسباب أهمها تغيير معادلات الصراع فى المنطقة وربما فى العالم بصعود النجم الجمهورى دونالد ترامب رئيسًا للمرة الثانية للولايات المتحدة وتحقيقه فوزا ساحقا على الحزب الديموقراطي،واعلانه إنهاء الصراعات المسلحة وفقا للرؤية الامريكية، وبما يضع بعضا من دول المنطقة أمام مسؤليتها فى أن تعيد حسابتها وقراءاتها للمشهد، بعد طلب آمريكا من قطر مغادره قادة حماس واغلاق مكتبهم فى الدوحة .
ويبقى أمام أباطرة حماس بعد استبعاد الاردن والعراق والجزائر التى أعلنت مسبقا ورسميًا عبر وزير خارجيتها اعتذارها عن
استقبال قادة حـ ـماس بعد طردهم من قطر، وبما يؤكد عدم قناعاتهم بتلك القيادات كممثلين للشعب الفلسطيني ولقضيتهم المركزية.
تبقى ايران ربما الملاذ والملجأ لقاده حماس للاقامة لديها
وتبقى ايران ربما الملاذ والملجأ لقاده حماس للاقامة لديها، وهو أمر قد يكون مستبعدا، وأن طهران لن تستقبلهن فى ظل ظروفها الشديدة الخطورة التى تمر بها، ومع شكوك بعضا من قاده حماس فى نوايا طهران فى اعقاب اغتيال اسماعيل هنية فى عقر دار الحرس الثورى الايرانى، وبما يطرح العديد من الشكوك والتساؤلات حول من وراء اغتياله؟ .
وتبقى أنقرة المرشحة ربما لاستقبالهم وفق تصنيف اردوغان بأنهم فصيل ضمن جماعة الاخوان التى تحتضنها تركيا ، وبرغم ذلك يظل موقف حماس مرهونًا بالموقف السياسي لاردوغان، وهل سيتوافق مع الرؤية الامريكية التى ترى ان حماس منظمة ارهابية، ليظل الموقف غامضا ومرهونا بطرد أباطرة حماس من الدوحة، وليبقى الملاذ الأخير العودة الى غزة المدمرة، وتلك مسألة شبه مستحيلة.
وتدرك حماس وقاداتها جيدا أنها من زجت بشعب غزة إلى الجحيم كما تدرك جيدا حجم وخطورة الثمن الذى سيدفعه الأبرياء من أهل غزة .. بحور من دمائهم.. التى سالت ولازالت تسيل فى أحياء غزة المدمرة كما كانت تدرك أيضا جيدا أن معركتها مع إسرائيل ليست فى صالحها بتفاوت موازين القوى وأقر بها " خالد مشعل " موخرا، وتبقى الخطيئة فى إتخاذ قرار منفرد فى غيبة الشعب الفلسطيني وفى مغامرة ومقامرة تامة بحياة الشعب والقضية الفلسطينية.
ويبقى السؤال الذى لن يجيب عليه أحدا من قاده حماس سواء فى الخارج او من وجد بالداخل … لماذا ورطتم أهل غزة فى حمام دم ودمار و تناشدون العالم سريعا بوقف الحرب ثم يسألون أين انتم ياعرب ؟ ومن ثم اعتبرت المقاومة مقدسة قداسة المراقد الشيعية فى ايران ولا يحق لأحد أن يمسسها أو ينتقدها وإلا سيتهم بالعديد من ………. الخ .. الباطلة.