سعيد محمد أحمد يكتب : المبادرة المصرية..وإنقاذ سكان غزة الى أين؟
المؤكد أن اطلاق مصر لمبادرة جديدة لوقف اطلاق النار فى قطاع غزة لفترة محددة، يؤكد التزامها الاخلاقى والانساني، لإنقاذ أهالي قطاع غزة من الموت والدمار والمجاعة التى تلاحقهم من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلى من عمليات التنكيل بهم والتى فاقت الحدود على كافة المستويات.
صفقة محددة يجرى خلالها تبادل عدد محدود من الرهائن والاسرى لدى إسرائيل وحماس
كما ان اطلاق تلك المبادرة يؤكد أيضا عزم مصر وإصرارها فى حرصها على القضية الفلسطينية بوصفها القضية المركزية وصولا الى الاعتراف بقيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو ٦٧ ، والتى لاقت اجماعا عربيا ودوليا على ضرورة وقف اطلاق النار والبدء فورا فى مفاوضات وفق صفقة محددة يجرى خلالها تبادل عدد محدود من الرهائن والاسرى لدى إسرائيل وحماس.
وتمثل المبادرة المصرية التى اعلنها الرئيس السيسى خلال مؤتمر صحفي مع نظيرة الجزائرى عبد المجيد تبون خلال زيارته الرسمية إلى مصر استمرارًا للجهود المصرية التى تبذلها دفاعا عن الشعب الفلسطيني ولإنقاذ اهالى قطاع غزة من مسلسل التدمير والمجاعة التى يتعرض لها تحت وطأة نيران الاحتلال الاسرائيلى لقطاع غزة منذ الثامن من يناير من العام الماضى .
وعلى الرغم من أن المبادرة المصرية تتضمن وقفًا لإطلاق النار لمدة يومين كمرحلة أولى يجرى خلالها الاتفاق على صفقة تبادل للاسرى والرهائن بين حماس وإسرائيل يتم بموجبها الافراج عن عدد من الرهائن وعدد من الاسرى لدى إسرائيل على أن تبدأ المرحلة الثانية من المفاوضات مع وقف نهائي للحرب، إذا ماكللت المبادرة المصرية بالنجاح وبقبول الاطراف الفاعلة من قبل كافة الشركاء." مصر قطر الولايات المتحدة ".
حماس ترحب بالمبادرة المصرية
ووفقا للعديد من التقارير الصحفية فان الصفقة تتضمن الافراج عن أربعه رهائن امريكيين واثنين يحملون الجنسية الروسية ، مشيرة الى ان هناك ترحيبا من قبل حماس ومن قبل إسرائيل مع ضمانات بعدم استمرار إسرائيل فى توسيع دائرة الحرب فى غزة وضمان حياة قاده حماس، وان تكون حماس شريكا فى السلطة فى اليوم التالى مابعد وقف الحرب على غزة .
تنازلات مؤلمة لإسرائيل
وبالرغم من ترحيب إسرائيل مبدئيًا بالمبادرة المصرية الا ان وزير دفاعها أشار فى تصريحات صحفية الى ان إسرائيل ستقدم تنازلات مؤلمة، بخلاف موقف نتنياهو وحكومتة المتطرفة رفضهم وقف إطلاق النار، مما يشكل عقبة فى الوصول الى حل لمشكلة الرهائن لدى جماعة حماس والتى تشكل الورقة الوحيدة لديها بعد ان فقدت كامل قدرتها العسكرية والتنظيمية داخل قطاع غزة .
اسرائيل وعدم أستقرار المنطقة
وحمل العديد من المراقبين إسرائيل كامل المسؤولية برفضها المقترح المصرى، وما يترتب عليه من عدم أستقرار فى المنطقة بتعريض سكان غزة لمزيد من الموت والدمار والمجاعة تحت وابل من نيران الحرب الوحشية فى انتهاك صارخ لكل القيم الإنسانية والأخلاقية لسكان قطاع غزة المدنيين الذين يسقطون يوميا ما بين ضحايا ومصابين بالعشرات أمام العالم أجمع فى ظل غياب الضمير العالمى الذى صدعنا ليل نهار عن حقوق الانسان حتى بحرمانه من الحياة، فى إزدواجية للمعايير الغير أخلاقية.
متطرفي اسرائيل يرفضون المقترح المصري
كانت قناة ١٢ الاسرائيلية أفادت أن نتنياهو ومتطرفيها "إيتمار بن غفير و سموتريتش "يرفضون الاقتراح المصرى لوقف النار في غزة، وفقا لادعائهم بإنه "لا يجوز الخروج على مبدأ إجراء المفاوضات إلا تحت النار"،برغم ان أجهزة الأمن الإسرائيلية أيدت المقترح المصرى ولقى ترحيبا من الادارة الامريكية واجماعا عربيا على وقف اطلاق النار لمدة يومين وادخال المساعدات الإنسانية مع اطلاق سراح الرهائن، فى
المفاوضات التى تجرى حاليا فى قطر بين كافة الشركاء لبحث العديد من الخيارات حول كيفية الخروج من أزمة إطلاق سراح الرهائن وفي ضوء ما يستجد من تطورات .