سعيد محمد أحمد يكتب : ايران … ماذا بعد فوز ترامب ؟
المؤكد ان عودة ترامب لرئاسة الولايات المتحدة أحدثت "زلزالا سواء للنظام الايرانى أو في أوساطه السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية، مع تخوف وقلق طهران من مجيء ترامب منذ أشهر طويلة، لما شهدته علاقاتهم السابقة مع ترامب فى رئاسته الاولى من صراعات حادة أقلها اعلان الانسحاب من الاتفاق النووى فى مايو ٢٠١٨ واعتباره أسوأ "صفقة فى التاريخ" عقدها الرئيس الاسبق باراك أوباما.
ضربات أسرائيل لإيران شكلت فى الوقت ذاتة احراجا شديدا لها فى الداخل
كانت ايران اعلنت قبل عدة ايام ماضية وبشكل رسمى، بأنها سترد على الضربات الاسرائيلية التى استهدفت فيها العاصمة "طهران" فى ٢٦ اكتوبر الماضى عددا من المنشات العسكرية الايرانية الحساسة مما شكل صدمة كبيرة لقاده ايران على حجم الخسائر التى منيت بها وشكلت فى الوقت ذاتة احراجا شديدا لها فى الداخل الايرانى.
ومع تحقيق دونالد ترامب فوزا ساحقا بمنصب الرئاسة الامريكية على مرشحة الحزب الديمقراطي كاملا هاريس على خلاف كل التوقعات مما أحدث قلقا كبيرا لدى العديد من القوى الاقليمية والغربية ومناطق النزاع والصراع المسلح سواء فى اوكرانيا آو منطقة الشرق الاوسط ، خاصة مع اعلان ترامب جملة من التعهدات القاضية بتصفية تلك النزاعات المسلحة ووفق آليات تتوافق مع المصالح الامريكية فى العالم .
فوز ترامب وأيران !!
فيما شكل فوز الرئيس دونالد ترامب قدرا كبيرا من القلق والتوتر لدى ايران التى ترى فى امريكا الشيطان الاكبر والعدو الاول لها منذ زمن وفقا لما تردده من شعارات الامر الذى انعكس بشكل سلبى فى إعادة قراءتها للمشهد الدولى والاقليمي فى ظل حجم الدعم الامريكى اللامحدود لإسرائيل ومن قبل ترامب عقب فوزه للقيام بمهامها فى القضاء على الميليشيات والتنظيمات المسلحة والمصنفة من قبل الادارة الامريكية أنها تنظيمات ارهابية وحتى قبيل تنصيب ترامب فى ٢٠ يناير المقبل .
طهران تعيد النظر فى حساباتها وتقديراتها العسكرية للموقف تجاه إسرائيل
والمؤكد ان طهران بدأت فى إعادة النظر فى حساباتها وتقديراتها العسكرية للموقف تجاه إسرائيل بالاعلان عن نبرة وربما لغة جديدة يراها العديد من المراقبين أنها تشكل تراجعا فى مواقفها وربما مؤقتا تجاه إسرائيل بتأكيد مرشد ايران على خامئني فى تصريح لافت محذرا فيه من اتخاذ ايه قرارات غير مدروسة فى ردها على الضربات الاسرائيلية وبما يشكل تخوفا من اتخاذ قرار ضرب إسرائيل، خاصة وان تلك التصريحات جاءت فى اعقاب اعلان فوز ترامب رئيسًا للولايات المتحدة .
عودة ترامب جاءت مترافقة مع تلقى حلفاء واذرع طهران الاربعة" حماس حزب الله والحشد الشعبى والحوثي" ضربات قاسية
فيما راى علي لاريجاني رئيس البرلمان الايرانى السابق فى تصريحات رسمية إن "إسرائيل تهدف لنقل النزاع إلى إيران، وان على طهران ان تتصرف بحكمة لتجنّب الوقوع في الفخ لعدم الرد بشكل غير مدروس، وان وتكون تحركاتها وردود افعالها محددة استراتيجيا وبعيدا عن الردود العاطفية وان تلتزم بالعقلانية التامة، حفاظا على مصالح ايران فى محاولة لتخفيف حدة التوتر مع إسرائيل .
يشار الى ان عودة ترامب جاءت مترافقة مع تلقى حلفاء واذرع طهران الاربعة" حماس حزب الله والحشد الشعبى والحوثي" ضربات قاسية من إسرائيل التي تخوض حربا مدمرة وإبادة جماعية جرت وتجرى فى قطاع غزة وتدمير شامل لجنوب لبنان، عقب اغتيالها للامين العام لحزب الله حسن نصرالله وكافة قياداته .
الضربة الايرانية لإسرائيل ان جرت ستتم بشكل محدود لحفظ ماء الوجه لارتباطها بالمتغيرات المتوقعة في المنطقة
وتبقى الضربة الايرانية لإسرائيل ان جرت ستتم بشكل محدود لحفظ ماء الوجه لارتباطها بالمتغيرات المتوقعة في المنطقة وما يتعلق منها احتمالية وقف إطلاق النار، عبر اجراء مفاوضات مع مختلف الاطراف،. ربما سعيا لاحلال السلام فى المنطقة.
والمؤكد ان الرئيس دونالد ترامب لن يسمح للنظام الايرانى بالتلاعب معه أو التهرب من التزاماته النووية ، أليس ترامب من قام بتصفية قاسم سليماني.