روسيا عقوبات أقتصادية ونتائج عكسية !
منذ بداية الحرب الأوكرانية، واستخدام سلاح العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة وحلفاؤها ضد روسيا علي ان تكون هذة العقوبات كافية لإضعاف اقتصادها وإجبارها على إنهاء الحرب. لكن، وبعد مرور ثلاث سنوات، وعلى الرغم من العقوبات الشاملة التي استهدفت قطاعي النفط والغاز الروسيين، يبدو أن الاقتصاد الروسي قد تعافى، وبلغت معدلات التأييد الداخلي للرئيس فلاديمير بوتين أعلى مستوياتها، ما يطرح تساؤلات حول فعالية العقوبات وتأثيرها على السياسات الروسية.
التأثير الواضح للعقوبات على بعض جوانب الاقتصاد الروسي
على الرغم مل يقال عن التأثير الواضح للعقوبات على بعض جوانب الاقتصاد الروسي، لم تسفر عن نتائج حاسمة في تقليص جهود الحرب أو إضعاف الدعم الداخلي للرئيس الروسي. فقد وسعت روسيا علاقاتها التجارية مع دول مثل الصين والهند وإيران، مما أدى إلى زيادة صادراتها النفطية بشكل ملحوظ في عام 2023 مقارنة بعام 2021. وتواصل الاقتصاد الروسي تعزيز شراكاته الاقتصادية، خصوصًا مع دول مجموعة بريكس التي تسهم في تقويض جهود العقوبات الدولية.
العقوبات قد أتت بنتائج عكسية، حيث دفعت موسكو إلى بناء تحالفات اقتصادية وسياسية جديدة
بينما يراها البعض وسيلة فعالة لإضعاف روسيا، يرى آخرون أن العقوبات قد أتت بنتائج عكسية، حيث دفعت موسكو إلى بناء تحالفات اقتصادية وسياسية جديدة، معززًة بذلك مكانتها على الساحة الدولية. أدى ذلك إلى تحولٍ جيوسياسي جديد، حيث أصبحت روسيا أكثر انخراطًا مع دول مثل الصين والهند، ما وفر لها شبكة أمان اقتصادي متينة في مواجهة الضغوط الغربية.
العقوبات دفعت الشعب الروسي للتوحد خلف حكومته
فرض العقوبات بهدف اضعاف نظام الرئيس بوتن ،و توقع مؤيدوها أن تؤدي هذه الإجراءات إلى انفجار الأزمات الداخلية داخل روسيا، إلا أن ذلك لم يحدث؛ فالعقوبات دفعت الشعب الروسي للتوحد خلف حكومته، مع ارتفاع نسبة التأييد الشعبي لبوتين إلى مستويات غير مسبوقة. وبدلاً من استسلام موسكو للضغوط، قامت بفرض سياسات رقابية على وسائل الإعلام الدولية وشبكات التواصل، ما جعل النظام الروسي أكثر قدرة على التحكم في الرواية العامة داخل البلاد.
مدى فاعلية العقوبات كأداة لتحقيق الأهداف السياسية
تطرح تجربة العقوبات المفروضة على روسيا تساؤلات حول مدى فاعليتها كأداة لتحقيق الأهداف السياسية، خاصة أن موسكو تبدو الآن أكثر مرونة في مواجهة العقوبات. وفي الوقت الذي تظل فيه العقوبات وسيلة منخفضة التكلفة نسبيًا بالنسبة للدول الغربية، إلا أن روسيا أثبتت قدرتها على التكيف وإعادة بناء شبكات اقتصادية خارج دائرة التحالفات الغربية، مما يستدعي مراجعة الاستراتيجيات في التعامل مع روسيا والدول التي تدعمها