كوراث طبيعية تواجه جنون ترامب : انهيارات أرضية تهدد مئات المباني في لوس أنجلوس
![الأرض تتحرك بأتجاة المحيط](https://media.alsabahalyoum.com/img/25/02/05/104714.webp)
في ظل استمرار الكوارث البيئية التي تجتاح الولايات المتحدة، يواجه سكان لوس أنجلوس تهديدًا جديدًا، حيث حذرت وكالة ناسا من تسارع الانهيارات الأرضية في شبه جزيرة بالوس فيرديس، مما قد يؤدي إلى دمار واسع النطاق لمئات المباني.
ويأتي هذا التحذير في وقت لا تزال فيه المدينة تعاني من آثار الحرائق المدمرة، ما يضيف تحديات جديدة للإدارة الأمريكية، التي تواجه ضغوطًا متزايدة بشأن تعاملها مع الكوارث الطبيعية.
بالوس فيرديس.. الأرض تتحرك نحو المحيط بمعدل خطير
لطالما كانت منطقة بالوس فيرديس عرضة لتحركات بطيئة للتربة باتجاه المحيط الهادئ، ولكن وفقًا للبيانات الجديدة الصادرة عن مختبر الدفع النفاث التابع لناسا، فإن هذه التحركات تسارعت بشكل غير مسبوق.
صور الأقمار الصناعية من برنامج "سنتينل 1" التابع لوكالة الفضاء الأوروبية أظهرت أن الأرض تتحرك بمعدل يصل إلى 10 سنتيمترات أسبوعيًا نحو المحيط خلال خريف 2024.
هذا التسارع ارتبط بهطول أمطار قياسية في عام 2023، إضافة إلى الأمطار الغزيرة في أوائل 2024، مما أدى إلى زيادة التشبع المائي للتربة، وبالتالي زيادة احتمالية الانهيارات الأرضية.
الوضع الحالي مشابه لانهيار "ماد كريك" عام 2017، والذي أدى إلى دمار واسع وخسائر كبيرة، ما دفع العلماء إلى التحذير من احتمال تكرار كارثة مشابهة.
العلماء يحذرون.. التغيرات المناخية تساهم في تسريع الانهيارات الأرضية
وفقًا لعالم الجيولوجيا ألكسندر هاندويرغر من مختبر الدفع النفاث التابع لناسا، فإن التحركات الأرضية في بالوس فيرديس تهدد حياة السكان والبنية التحتية، حيث توسعت منطقة الانهيارات الأرضية بشكل كبير منذ تحديد حدودها في دراسة عام 2007.
التغيرات المناخية، الناجمة عن الأنشطة البشرية، أدت إلى زيادة كمية الرطوبة في الغلاف الجوي، مما تسبب في زيادة معدل سقوط الأمطار، وبالتالي تسريع تحركات الأرض.
تغيرات الطقس الحادة بين الجفاف والفيضانات تؤدي إلى ظاهرة "هزات المناخ المائية"، حيث تتغير الظروف بسرعة بين التشبع الزائد بالمياه والجفاف الحاد، مما يزيد من عدم استقرار التربة.
دراسة أجريت عام 2022، أكدت أن الانهيارات الأرضية تتحرك بوتيرة أسرع خلال مواسم الأمطار مقارنة بالفترات الجافة، حتى عندما تكون التربة مشبعة بالمياه بالفعل.
كيف يؤثر التغير المناخي على مستقبل لوس أنجلوس؟
ارتفاع معدل الانهيارات الأرضية قد يؤدي إلى خسائر تقدر بمليارات الدولارات، نظرًا لوجود مئات المباني والبنية التحتية الهامة في المناطق المهددة.
شبكات الطرق السريعة وخطوط الكهرباء والغاز معرضة للخطر، مما قد يؤدي إلى أزمات طاقة ونقل في المنطقة.
احتمالات نزوح السكان في حال زاد معدل تحرك الأرض، ما قد يخلق أزمة إخلاء قسري لسكان المناطق المهددة.
ما الخطوات التي يتم اتخاذها لمواجهة هذه الكوارث؟
في ظل هذه التهديدات، تعمل فرق البحث على تطوير شبكات مراقبة متقدمة لرصد أي تغييرات في بنية الأرض وتوفير تحذيرات مبكرة للسكان والمسؤولين المحليين.
نشر أجهزة استشعار متقدمة في المنطقة لتحديد التغيرات في معدلات الحركة الأرضية بشكل دقيق.
توسيع برامج الأبحاث العلمية لدراسة تأثير التغيرات المناخية على جيولوجيا المنطقة.
إطلاق برامج توعية لسكان المناطق المهددة، لمساعدتهم في اتخاذ إجراءات احترازية.
الخلاصة.. كوارث الطبيعة في مواجهة الإدارة الأمريكية
بينما تواجه إدارة ترامب انتقادات حادة بسبب تعاملها مع الكوارث الطبيعية، تتفاقم الأزمات البيئية في الولايات المتحدة، مما يفرض تحديات جديدة على الحكومة الأمريكية في ظل تصاعد المخاطر الناجمة عن التغيرات المناخية.
انهيارات التربة في بالوس فيرديس ليست سوى مثال جديد على كيف يمكن للطبيعة أن تواجه القرارات السياسية، خاصة في ظل تجاهل بعض الحكومات للتغير المناخي وتأثيره المدمر.
يبقى السؤال: هل ستتحرك الإدارة الأمريكية لإيجاد حلول مستدامة لهذه الكوارث، أم ستظل الطبيعة ترسل تحذيراتها القاسية مرة بعد أخرى؟