لماذا اختارت حركة حماس الإعلان عن مقتل محمد الضيف و4 من كبار قادتها في هذا التوقيت بالذات؟
حماس تكشف عن مقتل الضيف بعد 6 أشهر.. ما سر التوقيت؟
في خطوة مفاجئة، أعلنت كتائب عزّ الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس، مساء الخميس، عن مقتل قائدها العام محمد الضيف إلى جانب أربعة من كبار قادتها، خلال المعارك الجارية مع إسرائيل في قطاع غزة. جاء هذا الإعلان بعد نحو ستة أشهر من ادعاء الجيش الإسرائيلي تصفية الضيف في غارة سابقة، مما أثار تساؤلات حول سبب تأخر حماس في الاعتراف بمقتله، ولماذا اختارت هذا التوقيت تحديدًا؟
توقيت مثير للجدل: لماذا الآن؟
كان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في أغسطس/آب الماضي أنه نجح في تصفية محمد الضيف في هجوم وقع قبل ذلك بثلاثة أسابيع. لكن حماس ظلت صامتة حيال الأمر، مما جعل بعض المحللين يشككون في صحة الرواية الإسرائيلية، حتى جاء إعلان "أبو عبيدة" الرسمي ليؤكد مقتل الضيف مع أربعة آخرين من أبرز قادة "القسام"، وهم:
- مروان عيسى (أبو البراء)، نائب قائد أركان كتائب القسام
- غازي أبو طماعة (أبو موسى)، قائد ركن الأسلحة والخدمات القتالية
- رائد ثابت (أبو محمد)، قائد ركن القوى البشرية
- رافع سلامة (أبو محمد)، قائد لواء خان يونس
هذا الإعلان جاء في توقيت حساس للغاية، إذ تزامن مع تصاعد المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار، وإتمام الدفعة الثالثة من تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل، مما يطرح احتمال أن الحركة تعمدت تأخير الإعلان لعدم التأثير على معنويات مقاتليها أثناء الحرب.
لماذا تأخرت حماس في الإعلان؟
وفقًا للمتحدث باسم "القسام"، فإن مقتل الضيف ورفاقه كان معروفًا لقيادة الحركة منذ فترة، لكن الإعلان عنه تأخر بسبب عدة عوامل، أبرزها:
- الحفاظ على الروح القتالية للمقاومين
- في ظل استمرار المعارك، كان كشف مقتل قائد الجناح العسكري قد يؤدي إلى انخفاض الروح المعنوية للمقاتلين، وهو أمر كان من الممكن أن تستغله إسرائيل لتحقيق مكاسب إضافية.
- إرباك إسرائيل وإدارة الحرب إعلاميًا
- ظلت إسرائيل تضغط على حماس للإقرار بمقتل الضيف، بل حتى المحكمة الجنائية الدولية لم تحذف اسمه من قائمة المطلوبين لعدم توفر دليل قطعي على مقتله. هذا الغموض لعب في صالح حماس، التي فضّلت إدارة الملف بحذر حتى اللحظة المناسبة.
- التحضير لمرحلة ما بعد الحرب
- تأجيل الإعلان أعطى فرصة لقيادة القسام لاختيار خلفاء القادة المقتولين، ومنع إسرائيل من استهدافهم قبل توليهم المناصب رسميًا.
رسائل موجهة إلى إسرائيل والعالم
توقيت إعلان مقتل الضيف يحمل في طياته عدة رسائل استراتيجية موجهة لإسرائيل والمجتمع الدولي:
- الاغتيالات لن توقف المقاومة
- أرادت حماس إيصال رسالة واضحة بأن تصفية كبار قادتها لم تؤثر على استمرار القتال، حيث أشار أبو عبيدة إلى أن "استبسال المقاتلين زاد بعد استشهاد قادتهم".
- إسرائيل لم تربح الحرب بعد
- رغم الضربات القاسية، فإن الحركة لا تزال صامدة وتواصل فرض شروطها في مفاوضات تبادل الأسرى.
- مرحلة جديدة من العمل العسكري
- لم تكشف حماس عن قادة "القسام" الجدد، مما يطرح تساؤلات حول استراتيجية الحركة المستقبلية، وهل ستبقى على نهجها الحالي، أم أنها تعد لمرحلة جديدة من العمل العسكري والسياسي؟
حماس بين الحرب وإعادة الإعمار
في الوقت الذي تستعد فيه الأطراف الدولية لإعادة إعمار غزة، تدرك حماس أن مستقبل القطاع مرهون بوقف الحرب واستقرار الأوضاع، حيث تشير التقديرات إلى أن عملية الإعمار قد تستغرق 15 عامًا على الأقل، مما يعني أن استمرار القتال لن يكون خيارًا طويل الأمد. كما أن المجتمع الدولي لن يقبل بعودة حماس إلى حكم القطاع، وهو ما يدفع بعض قيادات الحركة إلى تسريب نواياهم بعدم العودة للحكم بعد انتهاء الحرب.
إرسال رسائل متعددة إلى الداخل الفلسطيني وإسرائيل والمجتمع الدولي
إعلان حماس عن مقتل الضيف ورفاقه في هذا التوقيت لم يكن مجرد اعتراف متأخر، بل خطوة محسوبة تهدف إلى ضبط إيقاع المعركة، وإرسال رسائل متعددة إلى الداخل الفلسطيني وإسرائيل والمجتمع الدولي. يبقى السؤال الآن: من يخلف محمد الضيف على رأس كتائب القسام؟ وهل ستكشف حماس عن القائد الجديد قريبًا؟