”كيم جونج أون يدعو لتعزيز الترسانة النووية وسط تصعيد التوترات في شبه الجزيرة الكورية”
في تطور جديد يعكس تصاعد التوترات في شبه الجزيرة الكورية، دعا الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون إلى تعزيز ترسانة بلاده النووية خلال العام الجاري. وأعلنت وكالة الأنباء المركزية في كوريا الشمالية، اليوم الأربعاء، أن كيم أدلى بهذه التصريحات أثناء تفقده إحدى القواعد المستخدمة في إنتاج المواد النووية، ما يشير إلى استمرار بيونغ يانغ في تعزيز قدراتها العسكرية.
تزامن مع تأكيدات أمريكية وكورية جنوبية
دعوة كيم جاءت بالتزامن مع تأكيد من كوريا الجنوبية بأن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد يعمل في حال عودته إلى البيت الأبيض على نزع السلاح النووي من كوريا الشمالية. يُذكر أن علاقة ترامب وكيم اتسمت بالانفتاح خلال فترة رئاسة ترامب الأولى، وشهدت لقاءً تاريخيًا جمع الزعيمين في محاولة نادرة لتحسين العلاقات.
تاريخ التجارب النووية لكوريا الشمالية
تعود أول تجربة نووية لكوريا الشمالية إلى سبتمبر 2006، وهو الاختبار الذي أكدته الوكالات الاستخباراتية الدولية، مما أثار قلق المجتمع الدولي. وبعد مرور أكثر من عقد، أعلن برلمان كوريا الشمالية في سبتمبر 2022 أن البلاد أصبحت دولة نووية بشكل رسمي، مع تأكيد الزعيم كيم أن امتلاك السلاح النووي حق لا رجعة فيه.
آخر تجربة نووية أجرتها بيونغ يانغ كانت في سبتمبر 2017، حيث فجّرت قنبلة هيدروجينية بقدرة تفجيرية تراوحت بين 100 و250 كيلوطن، مما تسبب في زلزال بلغت قوته 6.3 درجات على مقياس ريختر. ومنذ ذلك الحين، امتنعت كوريا الشمالية عن إجراء تجارب نووية جديدة، لكنها استمرت في تطوير برنامجها الصاروخي الباليستي.
السياسة النووية لبيونج يانج
في عام 2022، تبنت كوريا الشمالية قانونًا يمنحها حق شن ضربات نووية استباقية للدفاع عن نفسها في حال تعرضها لهجمات أو تهديدات مباشرة. كما استبعد كيم جونج أون أي مفاوضات بشأن نزع السلاح النووي، متهمًا الولايات المتحدة بالسعي لإسقاط نظامه عبر فرض العقوبات، مؤكدًا أن بلاده لن ترضخ "حتى بعد مائة عام" من الضغوط.
كوريا الشمالية رفضت أيضًا عروض كوريا الجنوبية التي تضمنت مساعدات اقتصادية مقابل التخلي عن الأسلحة النووية، ووصفتها بأنها "ذروة السخافة"، مشددة على موقفها الرافض للتخلي عن قدراتها النووية.
التوترات الدولية والمستقبل
التصعيد الأخير من كوريا الشمالية يُعد تحديًا للمجتمع الدولي، خصوصًا مع استمرار الولايات المتحدة في التأكيد على ضرورة نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية. من جانبها، ترى بيونج يانج أن برنامجها النووي يمثل أداة رئيسية لضمان بقائها في وجه الضغوط الخارجية.