الأخوان كينيدي ولوثر كينج.. ترامب يكشف أسرار اغتيالات القرن العشرين
في خطوة تاريخية مثيرة للجدل، أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرًا برفع السرية عن ملفات الاغتيالات المتعلقة برموز السياسة والحقوق المدنية في الولايات المتحدة: الرئيس جون كينيدي، شقيقه السيناتور روبرت كينيدي، والناشط الحقوقي مارتن لوثر كينج. هذا الإعلان يمثل لحظة فارقة في تاريخ السياسة الأمريكية، حيث تم الكشف عن وثائق كانت محور تكهنات ونظريات مؤامرة لعقود.
رفع السرية عن ملفات اغتيال كينيدي: الشفافية المؤجلة
تظل ملفات اغتيال الرئيس جون كينيدي عام 1963، من أكثر القضايا إثارة للجدل في التاريخ الأمريكي. بعد عقود من الحجب، أعلن ترامب: "لقد قررت أن استمرار حجب المعلومات المتعلقة باغتيال الرئيس كينيدي لا يخدم المصلحة العامة. لقد تأخر الكشف عنها كثيرًا."
وبحسب موقع "أكسيوس"، فقد أصدر ترامب في عام 2017 ما يقرب من 3000 وثيقة سرية، بينما تم تأجيل نشر بقية الملفات بناءً على طلب وكالات أمنية. في عام 2022، سمح الرئيس السابق جو بايدن بالإفراج عن آلاف الوثائق الأخرى، إلا أن بعض الملفات ما زالت غير متاحة بالكامل.
اغتيال روبرت كينيدي ومارتن لوثر كينج: ملفات جديدة على الطاولة
رغم عدم طلب الكونجرس الإفراج عن وثائق اغتيال السيناتور روبرت كينيدي والناشط الحقوقي مارتن لوثر كينج، إلا أن ترامب قرر إدراج هذه الملفات ضمن قرار رفع السرية. وعلّق قائلاً: "الإفراج عن هذه السجلات يخدم المصلحة العامة، ويمنح العائلات والشعب الأمريكي الحق في معرفة الحقيقة."
ترامب يفي بوعوده الانتخابية
خلال حملته الانتخابية، وعد ترامب بإنشاء لجنة مستقلة للنظر في ملفات الاغتيالات التاريخية ومحاولة اغتياله في ولاية بنسلفانيا عام 2020. وأكد أن الشفافية بشأن هذه الأحداث ضرورية لإعادة ثقة الشعب الأمريكي في حكومته.
نظريات المؤامرة ووكالة المخابرات المركزية
فرض السرية على هذه الملفات لسنوات طويلة ساهم في ظهور نظريات المؤامرة. أحد أكثر الأصوات البارزة في هذا السياق كان روبرت ف. كينيدي جونيور، ابن شقيق الرئيس الراحل، الذي يعتقد أن وكالة المخابرات المركزية لعبت دورًا في اغتيال عمه ووالده.
كينيدي جونيور وصف الأدلة التي يملكها بأنها "مقنعة ولكن ظرفية"، إلا أن لجنة وارن التي حققت في اغتيال جون كينيدي خلصت إلى أن لي هارفي أوزوالد تصرف بمفرده.
التأثير السياسي لإفشاء الوثائق
اختيار ترامب رفع السرية عن هذه الملفات يأتي في وقت حساس سياسيًا، حيث يؤثر هذا القرار على النقاش العام حول الشفافية الحكومية ونظريات المؤامرة. كما أنه يلقي الضوء على إدارة ترامب باعتبارها تتحدى المؤسسات التقليدية وتعيد صياغة تاريخ سياسي معقد.
ردود أفعال العائلات والجمهور
عائلات الضحايا رحبت بالقرار، واعتبرته خطوة نحو الكشف عن الحقائق التي طالما كانت مخفية. وأشاد البعض بجرأة ترامب في اتخاذ هذه الخطوة، بينما يرى آخرون أن الإفراج عن الوثائق قد لا يكشف عن أسرار جديدة، لكنه على الأقل يغلق الباب أمام التكهنات.
خاتمة: نحو حقبة جديدة من الشفافية
قرار ترامب رفع السرية عن ملفات اغتيال جون كينيدي، روبرت كينيدي، ومارتن لوثر كينغ، يفتح نافذة جديدة لفهم أحداث القرن العشرين التي شكّلت تاريخ الولايات المتحدة. ومع ذلك، تبقى التساؤلات قائمة: هل ستحل هذه الوثائق الغموض المحيط بهذه الجرائم، أم أنها ستضيف مزيدًا من الوقود لنظريات المؤامرة؟
في النهاية، تظل هذه الخطوة خطوة جريئة نحو الشفافية والمصارحة مع الماضي، في محاولة لفهم ما حدث حقًا في تلك السنوات المضطربة.