ترامب يستعد لحرب تجارية وتأثيرات اقتصادية متوقعة على الولايات المتحدة والعالم
مع بداية العد التنازلي لوصول الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، إلى المكتب البيضاوي في 20 يناير المقبل، تتزايد التكهنات بشأن تأثير سياساته الاقتصادية، لا سيما فرض التعريفات الجمركية الصارمة على أكبر الشركاء التجاريين للولايات المتحدة. وتثير هذه الإجراءات مخاوف واسعة من ارتفاع الأسعار، مما قد يؤثر على التضخم والسياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.
تأثير التعريفات الجمركية على الاقتصاد الأمريكي
وتعرف التعريفات الجمركية بفرض رسوم على السلع المستوردة، مما يؤدي إلى ارتفاع تكلفتها داخل الأسواق الأمريكية. من المتوقع أن يؤدي ذلك إلى:
- زيادة معدلات التضخم: ارتفاع أسعار السلع المستوردة مثل السيارات والأفوكادو.
- عرقلة خفض الفائدة: قد يضطر الاحتياطي الفيدرالي لإعادة تقييم قراراته بخفض أسعار الفائدة التي بدأها مؤخرًا.
صرح جيروم باول، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، بأن من المبكر تقييم أثر خطط ترامب على الاقتصاد، مشددًا على أن "خطاب الحملات الانتخابية شيء، والسياسات الفعلية شيء آخر".
ومع ذلك، أعلن ترامب عزمه تنفيذ وعوده، مهددًا بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على المكسيك وكندا، و10% على السلع الصينية، في أول أيام ولايته الثانية.
التأثير العالمي للسياسات الاقتصادية الأمريكية
وتمثل الولايات المتحدة نحو ربع الاقتصاد العالمي، وتؤثر سياستها النقدية بشكل كبير على الاقتصادات الأخرى. ومن المتوقع أن تسهم سياسات ترامب في:
- رفع قيمة الدولار الأمريكي: ارتفاع قيمة العملة الأمريكية سيؤدي إلى ارتفاع كلفة الواردات العالمية.
- زيادة التضخم في الدول النامية: ارتفاع تكاليف الاقتراض بسبب الفائدة المرتفعة عالميًا.
- ضغط على البنوك المركزية العالمية: تباطؤ قرارات خفض الفائدة في العديد من الدول.
قلق كبير في الأسواق المالية الأمريكية
أبدت وول ستريت مخاوفها من تأثير هذه السياسات، حيث شهدت ارتفاعًا في عائدات السندات قبيل الانتخابات. ويشير الخبراء إلى أن التضخم المرتفع، الناجم عن التعريفات الجمركية، سيؤدي إلى:
- تقليل قدرة الفيدرالي على خفض تكاليف الاقتراض.
- دعم الاستثمارات النقدية والسندات لفترة أطول.
توقعات المستهلكين والتعريفات الانتقامية ومخاوف من أرتفاع الأسعار
قد تؤدي سياسات ترامب إلى إجراءات مضادة من الشركاء التجاريين. على سبيل المثال، اقترحت الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم فرض تعريفات انتقامية ردًا على تهديدات ترامب.
ويركز الاحتياطي الفيدرالي على توقعات المستهلكين بشأن التضخم، حيث أظهرت بيانات حديثة انخفاض توقعات التضخم في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. ومع ذلك، لا تزال توقعات المستهلكين للتضخم مرتفعة مقارنة بالأعوام السابقة، مما يشير إلى استمرار المخاوف بشأن الأسعار.
سياسات الفيدرالي المستقبلية تستدعي التعجل في خفض الفائدة
رغم تخفيف التضخم، يواصل الاحتياطي الفيدرالي مراقبة الوضع بعناية، حيث أشار باول إلى أن "الاقتصاد لا يرسل إشارات تستدعي التعجل في خفض الفائدة".
من المتوقع أن يستمر الاحتياطي الفيدرالي في تخفيض الفائدة تدريجيًا، لكن تكاليف الاقتراض ستبقى مرتفعة، مما قد يعيق قطاعات مثل الرهن العقاري.
تحديات داخلية وخارجية تواجة الأقتصاد الأمريكي
تعكس سياسات ترامب الجمركية مساعيه لإعادة هيكلة الاقتصاد الأمريكي، لكنها قد تؤدي إلى تحديات داخلية وخارجية تشمل ارتفاع التضخم وزيادة تكاليف الاقتراض عالميًا. تبقى الأشهر القادمة حاسمة لتحديد مدى تأثير هذه السياسات على الاقتصاد الأمريكي والعالمي.