هبوط أسعار الذهب في محلات الضاغة واستقرار عالمي
شهدت أسعار الذهب في مصر تراجعًا كبيرًا خلال مستهل تعاملات اليوم الخميس 24 أكتوبر/تشرين الأول 2024، حيث فقدت مختلف الأعيرة حوالي 20 جنيهًا لكل غرام. هذا التراجع جاء بعد فترة من الاستقرار النسبي في سوق الذهب المحلي والعالمي، وهو ما أثار تساؤلات بين المتابعين والمستثمرين حول أسباب هذا الانخفاض وتوقعات أسعار الذهب في المرحلة المقبلة.
تتأثر أسعار الذهب في مصر بالعوامل الاقتصادية والمالية على الصعيد الدولي
تأثيرات السوق المحلي لا تأتي بمعزل عن التطورات العالمية، حيث تتأثر أسعار الذهب في مصر بالعوامل الاقتصادية والمالية على الصعيد الدولي، لا سيما تحركات الدولار الأمريكي وأسعار الفائدة. وفي حين أن الذهب يعتبر ملاذًا آمنًا للمستثمرين في أوقات التوترات السياسية والاقتصادية، فإن قوة الدولار وتأثيره على الأسواق كان له دور كبير في الحد من مكاسب الذهب خلال الأيام الأخيرة.
الحكومة المصرية تراقب عن كثب التحركات في سوق الذهب
في هذا السياق، أعلن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، في تصريحات سابقة أن الحكومة المصرية تراقب عن كثب التحركات في سوق الذهب والسلع بشكل عام، مشيرًا إلى أن الاقتصاد المصري يتعامل بمرونة مع هذه التحولات العالمية.
أسعار الذهب اليوم في مصر للبيع والشراء
بلغ سعر عيار 24، الذي يعد الأكثر نقاءً في مصر، نحو 4274 جنيهًا للبيع و4234 جنيهًا للشراء. في حين بلغ سعر عيار 18، الذي يُفضل استخدامه في المناطق الريفية، نحو 3185 جنيهًا للبيع و3149 جنيهًا للشراء.
أما سعر عيار 21، الذي يُعد المفضل لدى المصريين نظرًا لتوازنه بين الجودة والسعر، فقد بلغ 3740 جنيهًا للبيع و3705 جنيهات للشراء. هذا الهبوط في سعر الذهب يفتح تساؤلات حول توقيت الشراء وما إذا كان الوقت الحالي مناسبًا للاستثمار في الذهب أم لا، لا سيما في ظل التوقعات بتحركات سعرية مستقبلية.
سعر الجنيه الذهب في مصر
مع هبوط أسعار الذهب، سجل سعر الجنيه الذهب في مصر 30320 جنيهًا للبيع و29816 جنيهًا للشراء. الجنيه الذهب يُعد من أبرز الأصول التي يحتفظ بها المصريون كوسيلة للاستثمار والادخار في أوقات عدم اليقين المالي.
أسعار الذهب عالميًا بالدولار
على الصعيد العالمي، شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا طفيفًا في تعاملات اليوم الخميس، حيث سجل الذهب الفوري ارتفاعًا بنسبة 0.2% ليصل إلى 2723.10 دولار للأوقية. وجاء هذا الارتفاع مدفوعًا بزيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن في ظل استمرار التوترات الجيوسياسية، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط، والمخاوف المتعلقة بالانتخابات الأميركية المقبلة.
رغم هذا الارتفاع الطفيف، فإن قوة الدولار الأمريكي ما زالت تلقي بثقلها على مكاسب الذهب، حيث حافظ الدولار على مستوياته المرتفعة في الشهور الأخيرة، مما جعل الذهب أكثر تكلفة لحاملي العملات الأخرى.
توقعات الخبراء بشأن تحركات الذهب عالميًا
يرى خبراء اقتصاديون أن الذهب ما زال يتمتع بقوة جاذبة كأصل استثماري على المدى البعيد، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية غير المستقرة. ويُتوقع أن تتراوح أسعار الذهب بين مستويات قياسية خلال العام المقبل 2025، لا سيما في ظل التوترات السياسية المتزايدة، وتوجه البنوك المركزية نحو سياسة نقدية أكثر تشددًا.
وفي هذا السياق، أشار ساشديفا، أحد كبار المحللين في السوق، إلى أن الطلب على المعادن النفيسة مثل الفضة والبلاديوم سيشهد ارتفاعًا ملحوظًا خلال السنوات المقبلة. وأضاف أن انخفاض تكاليف الاقتراض وتدابير التحفيز في الصين ستساهم في رفع سعر الفضة إلى مستويات قد تصل إلى 45 دولارًا للأوقية بحلول عام 2025.
الملاذ الآمن وسط التوترات السياسية
بجانب الذهب، ارتفعت أسعار الفضة الفورية بنسبة 0.5% لتصل إلى 33.89 دولار للأوقية. كما قفز البلاديوم بنسبة 5.1% ليصل إلى 1111.50 دولار، وهو أعلى مستوى له منذ سبتمبر. يُعزى هذا الارتفاع إلى المخاوف المتعلقة بفرض عقوبات على البلاديوم والتيتانيوم الروسيين، وهو ما يدفع الطلب العالمي على هذه المعادن إلى الزيادة.
وفي ظل هذه المعطيات، يبقى السؤال الرئيسي هو: هل يمكن أن يشهد الذهب مزيدًا من الارتفاعات خلال الأشهر المقبلة؟ ومتى يكون الوقت الأنسب للشراء أو البيع؟ هذه الأسئلة سيظل المستثمرون يبحثون عن إجابات لها في ظل الظروف الاقتصادية المتغيرة.