”وهبت له عمرها فكافأها بـ20 طعنة”.. جريمة بشعة تهز العجوزة في نهارٍ دامٍ

صباح الخميس لم يكن عاديًا في مدينة الأوقاف بالعجوزة.
فجدران شقة بالطابق الثالث لم تعد صامتة، بل تشهد على مشهد دموي يفوق التصور.. طليق يقتل أم أطفاله بـ20 طعنة، بعدما راودته شكوك ووساوس لم يدعمها دليل، سوى عقل مضطرب غلّفه الحقد، وأعماه الغضب.
"إيمان"، 46 عامًا، ربة منزل، وأم لطفلين، وهبت حياتها لرجل أحبته وتزوجته قبل 18 عامًا، سارت معه طريق الحياة بحلوها ومرّها، إلى أن خانها ظنه، فقتلها أمام أعين طفليها الذين شاهدا والدتهما تُذبح دون رحمة على يد من يفترض به أن يكون الحامي والسند.
"أم العيال" تسقط ضحية لشكٍ قاتل
كانت البداية حين وصل "المحاسب" إلى منزل حماته، يحمل حقيبة صغيرة ويبتسم في وجه ابنته. لكن خلف تلك الابتسامة، كان يخفي سكينًا، وخطة موت لا عودة منها.
في دقائق، تحولت الشقة إلى مسرح رعب.
20 طعنة اخترقت جسد الزوجة السابقة، على مرأى من ابنها وابنته، وسط صرخات استغاثة عجزت عن منع الجريمة، لكنها استنفرت الجيران الذين أغلقوا باب الشقة ومنعوه من الهرب حتى وصلت الشرطة.
تفاصيل الجريمة تهز الضباط قبل العامة
تحركت أجهزة الأمن فورًا بقيادة اللواء محمد الشرقاوي، وبتوجيهات اللواء هاني شعراوي، حيث انتقل المقدم حسام العباسي رئيس مباحث العجوزة إلى موقع الجريمة، ورافقه فريق من الأدلة الجنائية، ليكتشفوا مشهدًا مروعًا لطعنة وراء الأخرى، ونظرات طفلين مبللتين بالذهول.
التحريات كشفت أن المتهم يعمل محاسبًا بإحدى الوزارات، وكان يعاني من نوبات شك مزمن في زوجته السابقة. رغم الطلاق، ظل يعتقد أنها تخونه، وتشوه صورته، بل وذهب به الظن إلى الطعن في نسب أطفاله!
اعتراف بارد.. وجريمة مدبرة
في هدوء مريب، روى المتهم تفاصيل جريمته.
قال إنه شعر بالعار والغيرة، وأن وساوس الخيانة لم تفارقه.
وأضاف:
"دخلت وطلبت أشوفها، أول ما طلعت قدامي ضربتها بالسكين، مش قادر أعيش وأنا حاسس إنها ضحكت عليا."
لم يكن هناك دليل حقيقي، فقط شك دفعه للقتل.
طفلة تبكي وأخ يُصاب بالذهول
في موقف إنساني مؤثر، حرص الضباط على احتواء الطفلين، الذين لم يستوعبا بعد أن والدتهما قُتلت على يد أبيهما، داخل بيت جدتهما، وفي وضح النهار.
"بابا قتل ماما بالسكينة"...
هكذا قال الطفل ذو العشر سنوات للضباط، وعيناه تبحث عن تفسيرٍ لما رأى.
تحقيقات النيابة والقرار المنتظر
تم نقل الجثة إلى مشرحة المستشفى تحت تصرف النيابة، واصطحب رجال المباحث المتهم إلى ديوان القسم. ومنه تم تحويله إلى سرايا النيابة العامة التي بدأت تحقيقًا موسعًا في جريمة هزّت المجتمع وأسقطت قناع الإنسانية عن أبٍ تحول إلى قاتل.
الغيرة القاتلة والشك المرضي لا يعرفان حدودًا
جريمة العجوزة ليست مجرد خلاف أسري، بل صرخة تحذير من أن الغيرة القاتلة والشك المرضي لا يعرفان حدودًا.
هي مأساة أمٍّ وثقت فخُذلت، ومأساة أطفال لن تُمحى من ذاكرتهم أبدًا.