الجيش السوداني يطلق معركة تحرير أم درمان.. وانهيار متسارع لقوات الدعم السريع في الخرطوم

أعلن الجيش السوداني، اليوم الجمعة، بدء العمليات البرية الواسعة لتحرير ما تبقى من مدينة أم درمان، في خطوة عسكرية جديدة تُعد تحولًا نوعيًا في مجريات الصراع مع قوات "الدعم السريع"، التي باتت في موقف دفاعي متراجع على عدة محاور بالعاصمة السودانية الخرطوم.
وأكد مصدر عسكري سوداني، في تصريحات رسمية، أن جميع التعزيزات العسكرية وصلت إلى محور غرب وجنوب أم درمان، وأن القوات المسلحة بدأت تنفيذ عمليات ميدانية مكثفة لاستعادة السيطرة الكاملة على المدينة.
غنائم وأسلحة خلفتها قوات الدعم السريع
في السياق نفسه، كشفت وسائل إعلام تابعة للجيش السوداني أن القوات المسلحة استلمت طائرات استطلاع مسيرة وأسلحة متطورة، كانت قد تخلت عنها قوات الدعم السريع أثناء انسحابها المفاجئ من بعض المواقع داخل الخرطوم.
وأكد البيان العسكري أن هذه التطورات تؤكد "حجم الانهيار في صفوف الميليشيا، التي تترك خلفها جثثًا ومعدات في ساحة المعركة"، نافيًا في الوقت ذاته ادعاءات الدعم السريع بوجود اتفاق مسبق للانسحاب.
تطهير الخرطوم.. خطوة استراتيجية
وكانت القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية قد أعلنت، يوم أمس، تطهير آخر جيوب "مليشيا آل دقلو الإرهابية" في محلية الخرطوم، مشيرة إلى أن العمليات جرت بـ"عزيمة وإرادة لا تلين".
وشدد البيان على أن ما تروّج له قوات الدعم السريع عن انسحاب منظم "لا يعدو كونه محاولة لتغطية هزيمة ميدانية ساحقة، وهروبًا مُخزيًا أمام ضربات الجيش".
مطار الخرطوم ومواقع استراتيجية في قبضة الجيش
وقبل أسبوع فقط، تمكنت القوات المسلحة من تحقيق تقدم كبير في العاصمة، حيث استعادت مطار الخرطوم الدولي وعدة مواقع عسكرية ومدنية حساسة في شرق وجنوب الخرطوم، وسط انهيار تدريجي لقوات الدعم السريع التي فقدت معظم مكاسبها التي تحققت منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.
هل اقترب الحسم العسكري؟
تأتي هذه التحركات في ظل تراجع النفوذ الميداني لقوات الدعم السريع في ولاية الخرطوم، والتي كانت تهيمن عليها بشكل شبه كامل خلال الفترة الماضية. وتُعد السيطرة على مدينة أم درمان مفتاحًا حاسمًا لاستعادة كامل العاصمة، ما يمهّد الطريق نحو مرحلة جديدة من الحسم العسكري والسياسي في السودان.