واشنطن بوست: إسرائيل تدرس خطط احتلال عسكري لقطاع غزة وسط تصعيد ميداني متجدد وتحذيرات من تداعيات كارثية

كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في تقرير جديد، أن إسرائيل تدرس حالياً خيارات لتنفيذ احتلال عسكري مباشر لقطاع غزة، قد يمتد لعدة أشهر أو أكثر، في إطار حملة برية موسعة ضد حركة حماس، وسط تصعيد ميداني واسع في شمال القطاع.
تفاصيل الخطة الإسرائيلية: احتلال وتصفية وتحكم بالمساعدات
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين حاليين وسابقين أن الاستراتيجية الجديدة تشمل عدة مسارات خطيرة، أبرزها:
-
احتلال مباشر للأراضي في غزة بمشاركة خمس فرق عسكرية.
-
السيطرة الكاملة على إمدادات المساعدات الإنسانية ومنع دخولها دون إشراف إسرائيلي.
-
تصفية المزيد من قادة الإدارة المدنية لحركة حماس في جميع أنحاء القطاع.
-
إجلاء النساء والأطفال وغير المقاتلين إلى مناطق "آمنة" يتم تحديدها مسبقًا، مع محاصرة من يبقون في مناطق القتال.
ورغم ضخامة هذه الخطة، أكدت الصحيفة أن إسرائيل لم تتخذ قرارًا نهائيًا بعد، إذ لا تزال بانتظار نتائج مفاوضات غير مباشرة مع حماس عبر وسطاء مصريين وقطريين وأمريكيين.
الاحتلال يوسع عملياته في الشمال.. والحديث عن "منطقة دفاعية"
ميدانيًا، أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد، مواصلة عمليته البرية في شمال قطاع غزة، وخصوصًا في منطقة بيت حانون، بزعم ضرب "البنية التحتية الإرهابية لحماس" وتوسيع ما أسماه بـ"المنطقة الدفاعية".
وقال الجيش في بيان رسمي إن قواته تسمح بإجلاء المدنيين الفلسطينيين من مناطق القتال حفاظًا على سلامتهم، بينما تواصل القصف العنيف على مواقع مختلفة داخل القطاع.
يأتي ذلك بعد أن استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية يوم الثلاثاء الماضي، منهية هدنة استمرت لنحو شهرين، شُكلت برعاية مصرية-قطرية-أمريكية، إذ نفذت القوات الإسرائيلية منذ ذلك الحين سلسلة غارات جوية عنيفة وأحزمة نارية استهدفت مناطق مدنية مأهولة.
أمريكا تدعم "نقل الفلسطينيين" خارج غزة
وفي تصريح مثير للجدل، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز إن نقل الفلسطينيين خارج غزة فكرة "عملية جدًا"، مضيفًا:
"من الجنون أن ننفق المليارات لإعادة إعمار غزة، ثم نرى إرهابيين يهاجمون مجددًا".
ويُعد هذا التصريح أول موقف علني من مسؤول أمريكي رفيع يدعم ضمنيًا فكرة الترحيل القسري للفلسطينيين من غزة، وهو ما يُعد خرقًا فاضحًا للقانون الدولي وميثاق جنيف، ويثير موجة قلق واسعة في الأوساط الحقوقية والإنسانية.
ضغوط على الجيش الإسرائيلي وقلق من التورط
بحسب "واشنطن بوست"، فإن تنفيذ خطة الاحتلال العسكري الكامل للقطاع سيتطلب نشر ما لا يقل عن خمس فرق قتالية، ما قد يؤدي إلى ضغوط غير مسبوقة على قدرات الجيش الإسرائيلي البشرية واللوجستية، في ظل احتياجه المستمر لتجنيد قوات الاحتياط.
وفي ظل هذا السيناريو المعقد، تتصاعد التحذيرات من أن تحويل غزة إلى ساحة احتلال طويل الأمد سيزيد من معاناة المدنيين، وسيفتح الباب أمام صراع إقليمي مفتوح، يصعب احتواؤه سياسيًا أو عسكريًا.
في ظل استمرار المجازر بحق المدنيين وتصاعد المخاوف من عملية عسكرية شاملة واحتلال طويل الأمد، يبقى السؤال مفتوحًا: هل يتجه الشرق الأوسط نحو انفجار جديد؟ وهل يتحرك المجتمع الدولي قبل أن تتحول غزة إلى ساحة دمار لا عودة منها؟