”فتح” تدعو ”حماس” للتنحي حفاظًا على ”الوجود الفلسطيني” وتحذر من أيام قاسية في غزة

خرجت حركة "فتح" بنداء غير مسبوق إلى حركة "حماس"، تدعوها فيه إلى التنحي عن حكم غزة، معتبرة أن المرحلة القادمة تحمل خطرًا وجوديًا يهدد الكيان الفلسطيني برمته.
منذر الحايك: "المعركة القادمة هي على الوجود الفلسطيني"
وقال منذر الحايك، المتحدث باسم حركة فتح في قطاع غزة، في تصريحات صحفية، إن على "حماس أن ترفق بغزة وأطفالها ونسائها ورجالها"، محذرًا من أيام "ثقيلة وقاسية وصعبة" قادمة على سكان القطاع.
وأكد الحايك أن المطلوب اليوم من "حماس" هو الانسحاب من المشهد السياسي والحكومي في غزة، موجهًا تحذيرًا بأن المعركة المقبلة قد تكون لإنهاء الوجود الفلسطيني بالكامل في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي وتوسع عملياته العسكرية.
موقف "حماس": لسنا متمسكين بالحكم لكن سلاح المقاومة خط أحمر
من جانبها، أعادت "حماس" التأكيد على استعدادها لقبول أي ترتيبات توافقية لإدارة غزة، حيث قال المتحدث باسم الحركة عبد اللطيف القانوع إن "ما يعنينا هو التوافق الوطني، ونحن ملتزمون بمخرجاته"، مشيرًا إلى موافقة "حماس" على مقترح مصري سابق يقضي بتشكيل "لجنة إسناد مجتمعي" من تكنوقراط مستقلين لإدارة القطاع والإشراف على إعادة الإعمار.
لكن عضو المكتب السياسي في "حماس"، حسام بدران، شدد في الوقت ذاته على أن سلاح المقاومة ليس قابلاً للنقاش أو التنازل، مؤكدًا أنه سلاح الشعب الفلسطيني، ولا يمكن نزعه طالما أن الاحتلال الإسرائيلي مستمر.
إسرائيل تكثف العمليات العسكرية وتهدد غزة بـ"نيران الجحيم"
في السياق نفسه، استأنف جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية في غزة بعد خرق الهدنة التي بدأت في 19 يناير، حيث أوقف تدفق المساعدات الإنسانية في الثاني من مارس، قبل أن يعود إلى قصف عنيف وغارات برية طالت مناطق كانت قد غادرتها قواته خلال التهدئة.
ووسط هذه التطورات، تصاعدت الدعوات الإسرائيلية، مدعومة بموقف إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لنزع سلاح "حماس" وإعادة هندسة الوضع في غزة سياسيًا وعسكريًا، مع تهديدات بضم أجزاء من القطاع وترحيل سكانه.
الانقسام الفلسطيني والتحديات المقبلة
الخلاف القديم بين "فتح" و"حماس" حول من يحكم غزة عاد إلى الواجهة، خاصة مع رفض السلطة الفلسطينية، برئاسة محمود عباس، أي ترتيبات لا تكون تحت مظلتها، معتبرة أن السلطة في رام الله هي الكيان الشرعي الوحيد المخول بإدارة قطاع غزة.
ويُذكر أن حركة "حماس" قد سيطرت على غزة منذ عام 2007 بعد اقتتال داخلي مع حركة فتح، ومنذ ذلك الحين تعطلت كافة جهود المصالحة الفلسطينية، رغم الوساطات الإقليمية والدولية المستمرة.
مأساة إنسانية تتفاقم.. والنزوح مستمر
تزامنًا مع القصف، تواصلت موجات النزوح الجديدة لعشرات الآلاف من سكان غزة، وسط أوضاع إنسانية متدهورة، ونقص حاد في المواد الغذائية والمياه والأدوية، ما يضع المجتمع الدولي أمام مسؤوليات عاجلة تجاه حماية المدنيين ومنع كارثة إنسانية أكبر.