تصعيد خطير في غزة.. إسرائيل تستأنف الحرب وحصيلة الضحايا ترتفع بالمئات

إسرائيل تستأنف القصف على غزة بزعم إخلال حماس باتفاق الأسرى وسط مجازر دامية وتحذيرات من كارثة إنسانية
استأنفت القوات الإسرائيلية عملياتها العسكرية ضد قطاع غزة، مساء أمس، بحجة عدم وفاء حركة "حماس" بالتزاماتها في إطلاق سراح الأسرى. وسرعان ما تحولت هذه العملية إلى مجزرة مروعة، حيث أفادت وزارة الصحة الفلسطينية أن عدد القتلى تجاوز 412 شهيدًا، بينهم أكثر من 130 طفلًا، في حين أصيب أكثر من 500 شخص بجروح متفاوتة الخطورة.
تصاعد القصف وسقوط المزيد من الضحايا
بحسب وزارة الصحة في غزة، فإن المستشفيات تعجز عن استيعاب الأعداد المتزايدة من المصابين، وسط نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، مما أدى إلى حالة وفاة واحدة في كل دقيقة داخل مستشفى الشفاء بسبب غياب أبسط مقومات الرعاية الصحية. وأكدت المصادر أن هناك عددًا كبيرًا من الضحايا لا يزالون تحت الأنقاض، حيث تعيق كثافة القصف عمليات الإنقاذ والإخلاء.
إسرائيل تطلق اسم "العزة والسيف" على عمليتها في غزة
أعلن الجيش الإسرائيلي رسميًا أن الهجوم الجاري يحمل اسم "العزة والسيف"، مشيرًا إلى أنه يستهدف ما وصفه بـ"أهداف إرهابية" لحركة حماس، بينما كشفت هيئة البث الإسرائيلية "كان" أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع أمرا الجيش بالتحرك بقوة ضد الفصائل الفلسطينية.
وأفادت مصادر إعلامية إسرائيلية بأن العملية العسكرية شملت اغتيال قيادات عسكرية وسياسية متوسطة المستوى في حماس، من بينهم اللواء محمود أبو وطفة، وكيل وزارة الداخلية في غزة، وذلك خلال غارات مكثفة استهدفت أماكن تواجد القادة الميدانيين للحركة.
حماس: الاحتلال انقلب على الاتفاق ونحذر من حرب إبادة
في أول رد رسمي، نفت حركة حماس الادعاءات الإسرائيلية بأنها أخلّت باتفاق تبادل الأسرى، متهمة حكومة نتنياهو بـ**"الانقلاب على الاتفاق والتنصل من التزاماتها"**. وأكدت الحركة أنها كانت مستعدة لتنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق، التي تتضمن إطلاق سراح جندي إسرائيلي-أمريكي و4 جثامين لمزدوجي الجنسية، إلا أن إسرائيل رفضت تنفيذ التزاماتها وواصلت حصارها على غزة للأسبوع الثاني على التوالي.
كما دعت الحركة الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى التظاهر ضد "حرب الإبادة" التي تشنها إسرائيل، محذرةً من أن استمرار العدوان سيؤدي إلى انفجار الوضع في المنطقة بأكملها.
تحذيرات دولية ومطالبات بوقف الحرب
من جهتها، طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية بتدخل دولي عاجل لوقف الجرائم الإسرائيلية، واصفةً ما يحدث في غزة بأنه "إبادة جماعية وتهجير قسري ممنهج".
كما وجه منتدى عائلات الرهائن الإسرائيليين انتقادات لاذعة لحكومة نتنياهو، معبرًا عن خشيته من أن استئناف الحرب سيقضي على أي فرصة لإعادة المحتجزين الإسرائيليين في غزة أحياء، مضيفًا: "أعظم مخاوفنا تحققت".
ترامب يدعم إسرائيل ومخاوف من تصعيد أكبر
في سياق متصل، ذكرت مصادر إسرائيلية أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أعطى الضوء الأخضر لإسرائيل لاستئناف القتال، وهو ما أكده وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش، الذي قال إن استئناف الحرب جاء بناءً على خطط تم الإعداد لها مسبقًا.
وفي المقابل، وصف ترامب مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة بأنها "معقدة للغاية"، لكنه أعرب عن أمله في التوصل إلى اتفاق جديد.
تحذيرات الأطباء من كارثة إنسانية وشيكة
في ظل استمرار القصف العنيف، ومع تحذيرات الأطباء من كارثة إنسانية وشيكة، يظل السؤال الأبرز: إلى أي مدى ستستمر الحرب على غزة، وهل تتدخل القوى الدولية لوقف حمام الدم، أم أن التصعيد سيؤدي إلى انفجار أوسع؟