برامج رمضان في مصر: فرفشة بلا مضمون أم ترفيه مبالغ فيه؟

مع دخول شهر رمضان المبارك، تتسابق القنوات المصرية لعرض برامج الترفيه والمقالب، التي تحظى بنسب مشاهدة مرتفعة، لكنها في المقابل تثير جدلًا واسعًا حول مدى جديتها وقيمتها الفنية. فبين الضحك المصطنع والمبالغات، يبدو أن الشاشة المصرية رفعت هذا العام شعار "فرفش الفرافيش وعبط العبابيط".
رامز جلال وسباق التفاهة الرمضانية
يتصدر رامز جلال المشهد ببرنامجه الجديد، الذي كعادته يعتمد على الإثارة والمبالغات. هذا العام، لم يكتفِ بالمقالب المعتادة، بل تحول لون جوارب الممثل أحمد العوضي إلى مسابقة بجوائز مالية، وهو ما اعتبره البعض تجاوزًا للمنطق الفني وتحويل البرنامج إلى استعراض للسطحية.
مدفع رمضان.. محمد رمضان ونظرية "امسك يلا"
في المقابل، يطل محمد رمضان عبر برنامج "مدفع رمضان"، حيث يدمج الأكشن والمساعدة الاجتماعية لبعض الفئات المحتاجة. لكن وعلى الرغم من البعد الإنساني، إلا أن البرنامج يخضع لـ نظرية حلق حوش وامسك يلا، حيث تعتمد فكرته على إبهار المشاهد بمشاهد المطاردات والهدايا، في حين يفتقد لجوهر البرامج الاجتماعية الحقيقية.
أين الأعمال الرمضانية الهادفة؟
في ظل هذا المشهد، يفتقد الجمهور المصري للأعمال القيمة التي كانت تزين الشاشة في الماضي، حيث قدمت الدراما والبرامج محتوى هادفًا يجمع بين الترفيه والمعرفة. لكن هذا العام، يبدو أن التركيز انحصر في إضحاك المشاهد دون تقديم رسالة حقيقية، مما يعزز مقولة: "فرفش الفرافيش وعبط العبابيط".
الحنين الي المحتوي الراقي
بين برامج المقالب المفتعلة والاستعراضات المبالغ فيها، أصبح المشاهد المصري أمام معضلة حقيقية: هل يبحث عن الترفيه السطحي أم يحنّ إلى المحتوى الراقي؟ سؤال يفرض نفسه مع كل موسم رمضاني، بينما تبقى القنوات مستمرة في تقديم ما يحقق المشاهدات بغض النظر عن القيمة الحقيقية للبرامج.