تفاصيل صادمة: د. أروى عاطف تروي أزمة صرف عقار الجلطات في مستشفى جامعة جنوب الوادي

أنا د. أروى عاطف، كنت نائبة في مستشفى جامعة جنوب الوادي في قسم العصبية منذ تعييني في يونيو 2020. في أبريل 2022، وبعد عمل طويل، قمت بصرف حقن الجلطات غالية الثمن (أكتليز أو تي بي آيه) لمريض، وصرفتها مرة أخرى في نفس الشهر، ولكن بعد ذلك تم منع صرفها مجددًا لأسباب مجهولة.
كيف بدأت الأزمة؟
في أكتوبر 2020، تم افتتاح وحدة العناية المركزة في مستشفى مرزوقي التابع لجامعة جنوب الوادي، وفي تلك الفترة تم إبلاغ جميع نواب قسم العصبية أن عقار الأكتليز غير متوفر في المستشفى، وأن المرضى يجب أن يتم تحويلهم إلى المراكز الخاصة في قنا للحصول عليه. تم إبلاغ المرضى بتوقيع ورقة تفيد بمسؤوليتهم الشخصية عن العلاج، وهو ما لم يكن لائقًا وخلق العديد من المشاكل بين الأطباء والمرضى.
منع صرف العقار والتساؤلات عن القرار
في عام 2022، وبعد مرور عام من توقف صرف العقار في مستشفى جامعة جنوب الوادي، استفسرت من الصيدلي في المستشفى، وتبين لي أن رئيس القسم كان يرفض توقيع طلب صرف العقار، مما أخر إتمام الإجراءات اللازمة لصرفه للمرضى. في البداية، لم أتمكن من فهم سبب الإصرار على ذلك رغم حاجة المرضى الماسة للعقار.
عندما طلبت من رئيس القسم أن يوقع على طلب صرف العقار، قال لي إنه لا يمكنني توقيعه لأنه يُعتبر تزويرًا. وكانت المفاجأة أنني اكتشفت أن العقار كان موجودًا بالفعل في الصيدلية، ولكن لم يتم صرفه للمرضى في المستشفى.
تدريب التمريض والتأثيرات على المرضى
من المفارقات أن العناية المركزة الجديدة كانت تحتوي على قسم العصبية، لكن التمريض في القسم لم يتلق تدريبًا خاصًا لتقديم العقار، بل كانت تجرى الصرف بناءً على الممارسات السابقة رغم خطر هذا العقار على المرضى في حال عدم توفر التدريب الجيد.
خيانة الأمانة والممارسات غير القانونية
كان يتم توجيه المرضى إلى المراكز الخاصة، ما جعلني أستغرب من هذا القرار، إذ كان من الأفضل صرف العقار في المستشفى لتوفير التكاليف على المرضى وعائلاتهم. ومع مرور الوقت، اكتشفت أن بعض النواب والمدرسين المساعدين كانوا يتقاضون أموالًا من المراكز الخاصة مقابل تحويل الحالات إليها.
إجراءات غير قانونية: توقيع المرضى على مسؤوليتهم الخاصة
ما يثير القلق أن توقيع المرضى على أوراق الخروج لم يكن قانونيًا، وكان يعد مخالفة للقوانين الطبية. فقد كان المرضى يوقعون على ورقة تُفيد بأنهم غادروا المستشفى على مسؤوليتهم الخاصة، وهو أمر غير معترف به قانونيًا، ويعرضهم لمشاكل قانونية في حال حدوث أي مشكلات صحية.
ممارسات تضر بالمرضى وتعرض حياتهم للخطر
أود التأكيد على أن هذه الممارسات كانت تضر بالمرضى وتعرض حياتهم للخطر، وقد تسببت في ضياع أوقات ثمينة كانوا في أمس الحاجة للعلاج الفوري. كما أنني على استعداد للإدلاء بشهادتي في أي وقت حول هذه المسألة، ولن ألتزم بالصمت حيال ما يحدث في مستشفى جامعة جنوب الوادي.