الأعلام الأ سرائيلي يصف أستعدادات مصر بالمسار التصادمي معها

اعتبرت وسائل إعلام إسرائيلية أن تصريحات وزير الدفاع المصري، الفريق أول محمد زكي، بشأن تعزيز الجاهزية القتالية للجيش الثالث الميداني، تعكس "مسارًا تصادميًا" تنتهجه مصر ضد إسرائيل والولايات المتحدة. جاء ذلك في أعقاب زيارة الوزير المصري للوحدات القتالية المنتشرة في سيناء، حيث دعا القوات إلى "الاستعداد التام لأي تصعيد"، مما أثار مخاوف في الأوساط الإسرائيلية من احتمال تصاعد التوترات بين الجانبين.
إشارة إلى استعداد مصر لمواجهة أي سيناريو يتعلق بتهجير سكان قطاع غزة
وزار وزير الدفاع الوحدات القتالية المصرية في سيناء ومنطقة رفح ليلة الثلاثاء الماضي، حيث أكد على ضرورة الحفاظ على الجاهزية القتالية الكاملة. وتتمثل مهام الجيش الثالث الميداني في تأمين مدن قناة السويس ومحافظة شمال سيناء والحدود المتاخمة لقطاع غزة. وقد فُسرت هذه التصريحات في إسرائيل على أنها إشارة إلى استعداد مصر لمواجهة أي سيناريو يتعلق بتهجير سكان قطاع غزة إلى سيناء.
ردود الفعل الإسرائيلية
وصفت وسائل الإعلام العبرية هذه التحركات المصرية بأنها "مسار تصادمي" مع إسرائيل والولايات المتحدة، خاصة في ظل التوترات الأخيرة حول خطة تهجير سكان غزة. وأشار موقع "srugim" الإخباري الإسرائيلي إلى أن مصر تواصل الاحتفاظ بقوات في سيناء تفوق ما هو مسموح به في اتفاقية السلام الموقعة بين البلدين، مما يعكس تدهورًا في العلاقات بين مصر والولايات المتحدة.
مصر أعربت عن عدم رضاها عن الخط الأمريكي والإسرائيلي بشأن مستقبل قطاع غزة
وأضاف الموقع أن مصر أعربت عن عدم رضاها عن الخط الأمريكي والإسرائيلي بشأن مستقبل قطاع غزة، بل وهددت بانتهاك اتفاقيات كامب ديفيد إذا رأت إسرائيل تنتهكها أيضًا. كما لفت موقع "bhol" الإخباري إلى أن صور الأقمار الصناعية كشفت عن وجود مئات الدبابات المصرية في مدينة العريش، بالقرب من حدود غزة، وهو ما يخالف بنود اتفاقية السلام.
مخاوف إسرائيلية من التحركات المصرية
أعربت المستويات السياسية والأمنية في إسرائيل عن قلقها من التغييرات في ترتيب القوات المصرية في سيناء، حيث يتم مراقبة هذه التحركات عن كثب. ووفقًا لصحيفة "إسرائيل اليوم"، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوافق على هذه الانتهاكات بأثر رجعي، بعد أن تصبح أمرًا روتينيًا.
من جهتها، حذرت روث واسرمان لاندا، الباحثة في معهد ميسغاف والمسؤولة السابقة في السفارة الإسرائيلية في مصر، من أن التواجد العسكري المصري في سيناء يتجاوز الاستثناءات المتفق عليها في اتفاقية السلام. وأكدت أن هذه التحركات "خطيرة للغاية" ولا يمكن الاستهانة بها.
العلاقات المصرية الأمريكية
أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن العلاقات بين مصر والولايات المتحدة تشهد أشد حالات التوتر منذ 30 عامًا، خاصة على خلفية خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة. واعتبرت أن هذا التوتر قد يكون أحد العوامل التي دفعت مصر إلى تعزيز وجودها العسكري في سيناء.
مصر تؤكد على حقها في حماية حدودها وتأمين أراضيها
تأتي هذه التحركات المصرية في سياق متوتر إقليميًا ودوليًا، حيث تتصاعد المخاوف من احتمال تصعيد عسكري في منطقة سيناء. بينما تعتبر إسرائيل هذه الخطوات انتهاكًا لاتفاقية السلام، تؤكد مصر على حقها في حماية حدودها وتأمين أراضيها. يبقى الوضع في المنطقة مرهونًا بتطورات الأحداث السياسية والعسكرية، خاصة فيما يتعلق بمستقبل قطاع غزة والعلاقات بين مصر والولايات المتحدة.