صحيفة ”بيلد” الألمانية : الولايات المتحدة تُجهز ”أم القنابل” لإرسالها إلى إسرائيل

ذكرت ت صحيفة "بيلد" الألمانية أن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أعلن عن نية البنتاجون تسليم نظام أسلحة غير نووية فائق القوة إلى إسرائيل، يتمثل في قنابل طراز GBU-43/B Massive Ordnance Air Blast bomb، والمعروفة باسم "أم القنابل" (MOAB).
تفاصيل السلاح والمواصفات الفنية
وفقًا للتقارير، تبلغ وزن هذه القنابل حوالي 10 أطنان، وهي قادرة على تدمير المخابئ العميقة تحت الأرض بفضل قوتها التفجيرية الهائلة. وتُعرف هذه القنابل بأنها "الانفجار الجوي الضخم المنظم"، حيث تحوي 8480 كيلوجرام من مادة H6 المتفجرة، ما يعادل قوة تفجير تقريبية تبلغ 11 طن من مادة TNT. وتبلغ أبعادها حوالي 9 أمتار في الطول و1 متر في القطر، ما يجعلها من أضخم القنابل غير النووية في تاريخ الترسانة الأميركية.
وذكرت منظمة "غلوبال سيكيوريتي" لنزع التسلح أن هذه القنابل تتميز بدقة التصويب بفضل نظام تحديد المواقع بالأقمار الصناعية، حيث تُسقَل من طائرة نقل من طراز سي-130 باستخدام مظلة لتخفيف سرعة سقوطها، ما يمنح الطيار وقتًا كافيًا للوصول إلى موقع آمن قبل انفجارها الارتجاجي الذي يولد موجة صدم تصل إلى 150 متر.
السياق التاريخي والسياسي
أشارت التقارير إلى أن إسرائيل طالبت بهذه القنابل منذ مطلع العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، إلا أن جميع الرؤساء الأميركيين من جورج دبليو بوش حتى جو بايدن، وحتى خلال ولاية ترامب الأولى، رفضوا سابقًا تصديرها. ومع ذلك، وبحسب التقارير، فقد صدرت تعليمات من البيت الأبيض الشهر الماضي برفع الحظر الذي فرضته إدارة بايدن على توريد قنابل تزن حوالي 2000 رطل (ما يقارب الطن) لإسرائيل.
يأتي هذا الإجراء في سياق التوترات الإقليمية والتحديات المتعلقة بمواجهة إيران، إذ يُنظر إلى إرسال هذا النوع من القنابل كخطوة نحو تعزيز القدرة العسكرية لإسرائيل في مواجهة المخاطر المتزايدة في المنطقة.
تاريخ تطوير "أم القنابل"
تم تطوير "أم القنابل" في الفترة 2002-2003 بواسطة شركة "داينتيكس" لصناعات الفضاء والدفاع، بالتعاون مع مخبر سلاح الجو للأبحاث. وقد تحول المفهوم الأولي لهذا السلاح إلى مخطط تصميم مفصل خلال ثلاثة أشهر فقط، وخضع لثلاث تجارب ناجحة خلال 13 يومًا. وبدأ استخدام القنابل في الفترة الأولى لحرب العراق، ثم استخدمتها الولايات المتحدة في عام 2017 في أفغانستان، حيث أظهرت آخر تجربة للقنبلة قدرتها على توليد عمود هائل من الدخان يمكن رؤيته من بعد 32 كيلومترًا.
تحول في الاستراتيجية الأميركية تجاه المنطقة في ظل التصعيد المستمر للتوترات
تُعتبر هذه الخطوة من الولايات المتحدة ضمن السياسة العسكرية التي تستهدف مواجهة التهديدات الإقليمية، ويُنظر إليها كجزء من التحول في الاستراتيجية الأميركية تجاه المنطقة في ظل التصعيد المستمر للتوترات. كما يعكس هذا القرار استمرار السعي لتزويد حلفائها بنظم أسلحة متطورة لتعزيز قدراتهم الدفاعية والهجومية، في ظل تحديات جيوسياسية معقدة تتعلق بملف إيران ومخابئها تحت الأرض.