حرب الظل بين موسكو وواشنطن: تحذيرات بايدن ومخاوف من كارثة جوية
خلال الأشهر الأخيرة، تصاعدت التوترات بين الولايات المتحدة وروسيا مع الكشف عن تفاصيل جديدة حول ما يسمى بـ"حرب الظل" الروسية. في صيف العام الماضي، اشتعلت النيران في شحنات بضائع في مطارات ومخازن بأوروبا، مما أثار شكوكا حول تورط روسيا. ومع توالي التحقيقات، تبين أن موسكو قد تكون تخطط لتهديد الطائرات المتجهة إلى أمريكا الشمالية، في خطوة قد تؤدي إلى كارثة غير مسبوقة.
بداية الأزمة: شحنات مشتعلة في أوروبا
اشتعلت شحنات بضائع في مطارات ألمانيا وبريطانيا وبولندا، مما أثار قلقاً لدى الغرب. لاحقاً، كشفت معلومات استخباراتية أن روسيا ربما تخطط لاستهداف شحنات مشابهة على متن طائرات متجهة إلى الولايات المتحدة وكندا. ولم تقتصر التهديدات على طائرات الشحن فقط، بل امتدت لتشمل طائرات الركاب.
تحذيرات واشنطن لموسكو
مع تصاعد التهديدات، أطلق الرئيس الأمريكي جو بايدن سلسلة من التحذيرات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبر قنوات اتصال غير مباشرة.
- جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي، وويليام بيرنز، مدير وكالة المخابرات المركزية، قادا الجهود لإرسال رسائل واضحة لموسكو.
- تضمنت التحذيرات تهديدًا صريحًا بأن أي حادث كارثي سينقل "حرب الظل" إلى مستوى جديد من الصراع.
وأشارت التقارير إلى أن التحذيرات استهدفت مباشرة كبار المسؤولين في الاستخبارات الروسية، بما في ذلك يوري أوشاكوف وسيرجي ناريشكين.
النتائج: توقف مؤقت للتهديدات
وفقًا لمسؤولين أمريكيين، يبدو أن التحذيرات وصلت إلى بوتين وأدت إلى وقف فوري لحرائق الشحنات في أوروبا. ومع ذلك، لا يزال الغموض يكتنف المدة التي ستتوقف فيها هذه التهديدات، وسط مخاوف من أن روسيا قد تستخدم الوقت لتطوير تقنيات أكثر خطورة.
حرب الظل ومستقبل العلاقات الدولية
أصبحت هذه الأزمة جزءًا من نمط أوسع لتحركات روسيا ضد حلف الناتو والنظام الدولي. ومع استعداد إدارة بايدن للمغادرة وتولي دونالد ترامب الرئاسة، يظل السؤال الرئيسي: هل ستتمكن الإدارة الجديدة من احتواء التهديدات الروسية؟
ريتشارد هاس، الرئيس السابق لمجلس العلاقات الخارجية، وصف روسيا بأنها أصبحت دولة تسعى لتقويض النظام العالمي، معتبرًا أن التحدي الأكبر أمام واشنطن الآن هو إيجاد استراتيجية فعالة لمواجهة هذه التهديدات.