مصر تدرس تقليص علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل مع استمرار أحداث رفح
أفادت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين أن مصر تدرس تقليص علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل. تأتي هذه الخطوة في إطار دراسة مصرية شاملة تشمل إمكانية استدعاء السفير المصري من تل أبيب. وأكدت المصادر الإسرائيلية أن معبر رفح الحدودي لن يتأثر بالإجراءات الجديدة، وأن الفلسطينيين سيتم إبلاغهم قبل أسابيع بأي تغييرات محتملة.
تصريحات المسؤولين المصريين
ونقلت الصحيفة عن مسؤول مصري قوله: "لم يتم الوفاء بالوعود، حيث أعطت إسرائيل تحذيرا موجزا بشأن دخول المعبر". وأوضح أن مصر تدرس استعادة سفيرها لكنها لا تخطط لقطع العلاقات مع إسرائيل أو التراجع عن اتفاقية كامب ديفيد. وتابع: "طالما بقيت القوات الإسرائيلية في معبر رفح، فإن مصر لن ترسل شاحنة واحدة إلى هناك".
الأوضاع على الحدود
وأكد مصدر إسرائيلي للصحيفة أن مصر لا تزال مهتمة بنقل المساعدات إلى الفلسطينيين والتوصل إلى وقف لإطلاق النار. وأضاف: "لا يوجد اتفاق وإسرائيل تعرض تدفق المساعدات للخطر، مما يضع مصر في موقف صعب. وحقيقة أن المساعدات لا تصل أمر سيء بالنسبة لهم، ولكنه سيء أيضًا بالنسبة لنا".
الدعوى في محكمة لاهاي
وأعلن المصريون عن انضمامهم إلى الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا في محكمة لاهاي، مؤكدين أنهم لن يتعاونوا مع إسرائيل في فتح معبر رفح الذي استولت عليه قوات الجيش الإسرائيلي. وأوضح مسؤولون مصريون أن إسرائيل أبلغت القاهرة قبل ساعات قليلة من قرارها شن عملية محدودة في رفح والسيطرة على المعبر بين مصر وقطاع غزة. وأضافوا أن الإعلان الإسرائيلي سبقته عدة أشهر من المفاوضات بين الطرفين بشأن الهجوم المخطط له في رفح.
جيش الاحتلال يعترف بإصابة 22 جنديًا خلال 24 ساعة الماضية
في سياق متصل، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، عن إصابة 22 جنديًا خلال الـ24 ساعة الماضية، بينهم 15 أصيبوا في معارك بقطاع غزة. تخوض المقاومة الفلسطينية معارك ضارية مع قوات الاحتلال في عدد من المحاور، خصوصًا في جباليا وشرق رفح. وأقر الجيش الإسرائيلي بسقوط العشرات من جنوده بين قتيل وجريح خلال الاشتباكات.
التصعيد في غزة
تتزامن هذه التطورات مع تصعيد عسكري كبير في قطاع غزة، حيث تكثف إسرائيل غاراتها الجوية على القطاع، ما أدى إلى تدهور الوضع الإنساني وزيادة حدة النزوح بين السكان الفلسطينيين. يعكس التصعيد المستمر تدهور العلاقات بين مصر وإسرائيل، حيث تسعى القاهرة إلى اتخاذ خطوات حازمة ردًا على العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح والمناطق الحدودية.
تؤشر الخطوات المصرية المتوخاة إلى تصعيد جديد في التوترات الإقليمية، مع استمرار التصعيد العسكري في قطاع غزة وتأزم الوضع الإنساني هناك. تظل العيون متجهة نحو القاهرة وتل أبيب لرصد التطورات المقبلة وما ستسفر عنه من تأثيرات على العلاقات الثنائية بين البلدين وعلى الوضع في قطاع غزة بشكل عام.