نهر الدم يثير الرعب في الارجنتين

شهد نهر ساراندي، الذي يمر عبر منطقة مأهولة بالسكان على مشارف العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، تغيرًا مفاجئًا في لونه إلى الأحمر القرمزي، ما أثار قلق السكان من احتمال تعرض المياه لتلوث صناعي خطير.
روائح كريهة ومشهد غير مألوف
أفاد السكان المحليون بأنهم لاحظوا روائح قوية في وقت مبكر من الصباح، حيث أكدت ماريا دوكوملس، إحدى القاطنات في المنطقة، أنها استيقظت على روائح كريهة، وعندما نظرت من نافذتها لاحقًا، فوجئت بالمياه الحمراء قائلة: "يبدو وكأنه مجرى من الدم".
ويمتد نهر ساراندي لمسافة 20 كيلومترًا بين مدينتي لونجشامب وسارندي قبل أن يصب في نهر ريو دي لا بلاتا، وتمر بالقرب منه العديد من المصانع، خاصة المدابغ التي تستخدم مواد كيميائية في معالجة الجلود.
اشتباه في تلوث كيميائي
أشارت السلطات المحلية إلى أن هناك اشتباهًا في تسرب مادة الأنيلين، وهي مادة كيميائية سامة تُستخدم في صناعة الأصباغ والأدوية، وقد تم جمع عينات من المياه لتحديد مصدر التلوث. وتقدمت بلدية أفيلانيدا بشكوى رسمية إلى وزارة البنية التحتية والخدمات العامة في مقاطعة بوينس آيرس للتحقيق في القضية.
تاريخ طويل من التلوث
لم تكن هذه المرة الأولى التي يتغير فيها لون النهر، حيث أبلغ السكان سابقًا عن تغيرات متعددة في لون المياه، شملت الرمادي، الأخضر، الأرجواني، الأزرق، والبني، مع ظهور طبقات زيتية على السطح. كما أشار أحد السكان إلى أنه لاحظ وجود طبقة صفراء سميكة تنبعث منها رائحة حمضية.
تحقيقات بيئية منتظرة
أعلنت وزارة البيئة أنها ستجري تحليلات دقيقة لعينات المياه لتحديد أسباب تغير اللون ومدى خطورة التلوث على البيئة وصحة السكان.