حرائق لوس أنجلوس: مأساة تهدد الأرواح والممتلكات في ظل اتهامات بالتقصير والإهمال
تشهد مدينة لوس أنجلوس كارثة إنسانية وبيئية هائلة، حيث استمرت الحرائق المدمرة في التوسع لتودي بحياة 24 شخصًا على الأقل، وسط توقعات بارتفاع العدد مع مرور الوقت. هذه الحرائق التي اجتاحت المدينة منذ الثلاثاء، تُعد واحدة من أسوأ الكوارث التي شهدتها كاليفورنيا في السنوات الأخيرة، مع أضرار مدمرة تطال الأرواح والممتلكات.
حرائق تلتهم المدينة: تفاصيل الكارثة
فيما تتواصل الجهود للسيطرة على النيران، أكد الطبيب الشرعي في مقاطعة لوس أنجلوس أن ثمانية من الضحايا لقوا مصرعهم جراء حريق باسيفيك باليسايدس، في حين قُتل 16 آخرون بسبب حريق إيتون. ومع استمرار الرياح العاتية والجفاف، تبدو المدينة في مواجهة كارثة طبيعية تهدد بتدمير المزيد من الأرواح والممتلكات.
رئيسة وكالة إدارة الطوارئ الفدرالية، ديان كريسويل، حذرت من أن "الوضع لا يزال حرجًا"، مشيرة إلى أن الرياح العاتية يُتوقع أن تزداد شدتها مجددًا. وصرح أنتوني ماروني، رئيس أجهزة الإطفاء في المنطقة، أن "الرياح الجافة والعنيفة ستُبقي خطر الحرائق في أعلى مستوياته."
دمار هائل وخسائر فادحة
النيران التهمت أجزاء واسعة من المدينة، مدمرة أكثر من 12 ألف منشأة تشمل منازل ومركبات، ووصلت إلى مناطق مكتظة بالسكان مثل وادي سان فرناندو، مهددة متحف غيتي الذي يضم أعمالًا فنية لا تُقدر بثمن.
سكان حي باسيفيك باليسايدس الراقي كانوا من بين الأكثر تضررًا، حيث أجبر أكثر من 150 ألف شخص على مغادرة منازلهم تحت وطأة النيران المتزايدة. دارا دانتون، وهي إحدى سكان الحي، عبرت عن حزنها قائلة: "خسرنا منزلنا، كما فقد أصدقاؤنا منازلهم. إنه أمر مؤلم للغاية."
اتهامات بالإهمال: أزمة المياه وتأخر الاستجابة
أثارت الكارثة تساؤلات حول كفاءة السلطات في إدارة الأزمة، مع شكاوى من سكان المناطق المتضررة حول نقص المياه وضغطها المنخفض الذي أعاق جهود الإطفاء. نيكول بيري، التي فقدت منزلها، صرحت بأن "السلطات تخلت تمامًا عن السكان."
حاكم ولاية كاليفورنيا، غافين نيوسوم، دعا إلى مراجعة شاملة ومستقلة لنظام توزيع المياه في المدينة، مؤكدًا أن الكارثة تستدعي إعادة تقييم كامل للبنية التحتية.
تصريحات سياسية وتصعيد الجدل
الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، هاجم قادة كاليفورنيا عبر منصته "تروث سوشل"، قائلًا: "السياسيون غير الأكفاء ليست لديهم أي فكرة عن كيفية السيطرة على الحرائق." هذه التصريحات زادت من حدة الانتقادات تجاه المسؤولين المحليين.
خطة مارشال: جهود إعادة الإعمار
وسط التحديات الهائلة، أعلن حاكم الولاية عن إطلاق خطة مارشال لإعادة بناء المناطق المتضررة بالتعاون مع قادة الأعمال والمنظمات غير الحكومية. كما تعمل السلطات على الحد من ارتفاع الإيجارات التي يواجهها النازحون، وسط تحذيرات من المدعي العام بعقوبات صارمة ضد أي استغلال للأزمة.
الأسباب والتحقيقات: هل الأمر مفتعل؟
بينما تستمر فرق الإنقاذ في البحث عن الضحايا بمساعدة الكلاب المدربة، أكد شريف مقاطعة لوس أنجلوس أن التحقيقات تجري بالتعاون مع مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) لتحديد أسباب الحرائق. الرياح العاتية المعروفة باسم "سانتا آنا"، والتي بلغت سرعتها 160 كيلومترًا في الساعة، تُعتبر أحد العوامل الرئيسية في انتشار النيران.
التغير المناخي في دائرة الاتهام
أشار خبراء الأرصاد الجوية إلى أن تغير المناخ يلعب دورًا رئيسيًا في زيادة تواتر هذه الكوارث. فبعد سنتين ماطرتين بشكل غير معتاد، تسبب الشتاء الجاف في جفاف الغطاء النباتي، ما جعل كاليفورنيا أرضًا خصبة لحرائق مدمرة بهذا الحجم.