قصة نعش يرفض دخول المسجد للصلاة في انتظار الحبيب
في صباح يوم هادئ كأي يوم يمر علي أهل القرية ، استيقظت أهالي القرية على خبر وفاة جارتهم العجوز. عاشت السيدة الجارة سنواتها الأخيرة وحيدة بعد أن ذهب ابنها الوحيد للعمل خارج مصر ليبني حياته، دون أن يخبره أحد بمرضها الخبيث. فضلت الأم أن تتحمل الألم وحدها، خشية أن تزعج ابنها، الذي كان يتيمًا منذ صغره، بتفاصيل مرضها. لم يكن لديها سوى الأمل بصبرها وصلاة الليل، وكانت دائمًا تدعو لابنها بالرزق والخير، دون أن تخبره عن معاناتها باي كلمة .
الفصل الثاني: ذهول الأهالي ..النعش الذي لا يتحرك
حاول أهل القرية الأتصال بابنها، لكن هاتفه كان مغلقًا. اضطروا إلى تغسيلها وتكفينها، وقرروا أن يأخذوا الجثمان إلى المسجد للصلاة عليها. وعندما حمل الرجال النعش إلى باب المسجد، وقع مشهد عجيب: النعش بقي ثابتًا، لا يتحرك. كانت الأيادي تحاول، والرجال تردد "لا إله إلا الله" في محاولة لدفعه، لكن دون جدوى. كانت هناك دهشة وصمت في آن واحد، كأن النعش يرفض الدخول الي المسجد .
الفصل الثالث: الأهالي في حيرو من أمر النعش
جلس الرجال حول المسجد وهم في حيرة من امرهم يتساءلون فيما بينهم. هل كانت هذه المرأة ذات لسان سليط؟ هل كانت تتجاهل صلواتها؟ لكن الردود جاءت كلها تؤكد العكس؛ فقد كانت سيدة طيبة، تقيم الليل دائمًا وتصلي بانتظام. كانت هناك حالة من الحيرة، واستمرت المحاولات أربع ساعات، حيث تعاقب الناس بين العودة إلى بيوتهم وبين البحث عن حلول وتفسيرات لهذا الموقف الغريب.
الفصل الرابع: وصول الابن وتحرك النعش ناحيتة
وبينما الجميع في حالة ذهول وتسألأت ليس لها أجابة ،فجأة تحرك النعش قليلاً نحو اليمين. تلفت الناس حولهم تجاه مصدر الحركة، وإذا بابنها يظهر في الأفق، يجري نحو المسجد منهارًا بالبكاء. اقترب من نعش أمه وأمسكه بقوة، وانفجر بالبكاء، قائلاً بصوت متحشرج: "أمي... تليفوني كان بايظ، مكنتش عارف أرد عليكي، ولما جيت أفتحه علشان أطمن عليكي تكوني مشيتي؟" انهار أمام النعش، وأحاطت به مشاعر الفقد والندم، مما جعل الجميع يشاركه البكاء.
الفصل الخامس: النعش يتحرك بكل سهولة
بعد أن عبر الابن عن كل ما في قلبه من ألم واشتياق، هدأ قليلاً، وكأن روحه ارتاحت للحظة. وعندما وقف وألقى نظرة أخيرة على والدته، حدثت المعجزة؛ النعش تحرك بسهولة، ودخل المسجد بكل خفة، كأنما كانت تنتظر ابنها كي تودعه وتطمئن عليه للمرة الأخيرة.
قلوب أهل القرية بقيت مليئة بالشجن لهذا الفراق المؤثر
انتهت مراسم الجنازة، لكن قلوب أهل القرية بقيت مليئة بالشجن لهذا الفراق المؤثر. وكأن الأم تركت رسالة أخيرة تقول فيها: "أنا كنت مستنياك، أصلك كنت واحشني."