سعيد محمد أحمد يكتب : قبل ساعات فارقة حماس .. ومأزق البحث عن مأوى
خيارات قاده حماس " الخارج "بحثًا عن مأوى باتت فرصها محدوده وربما نادرة، وربما أيضًا غير مرحب بها فى اى عاصمة عربية، فما بين تنقلهم من "الدوحة - أنقرة - طهران" يبدو أن الرحلة جرى اختصارها بين "الدوحة - وانقرة "، وربما الرحلة المقبلة اذا لم تبدى حماس المرونة وعدم المماطله فى تسليم ردها مكتوبا، فلن يكون أمام "مطاريد" قاده حماس سوى الرحيل من الدوحة والبحث عن مأوى اخر ربما قد تنظر" أنقرة "فى مصير إقامتهم لديها ، فى أعقاب زيارة اسماعيل هنية الى تركيا مؤخرا.
الغريب فى الامر خروج موسى أبو مرزوق عضو حركة حماس فى الخارج بتصريحات غاية فى الريبة بقوله : بأن الحركة ستتوجه إلى الأردن، .. وكأن الاردن مستباح لتلك "الحركة" أو فندقا مفتوحا يرتع فيه قاده واعضاء حماس كيفما شاؤوا، لتؤكد الاردن رفضها القاطع لتلك الحركة التى حاولت تقليب الشعب الاردنى واحداث حالة من الهرج وعدم الاستقرار بالتعاون مع اخوان الاردن .
ويبدو ان مصير حماس فى تلك المرحلة ياتى مشابهًا لما يتعرض له اهالى قطاع غزة من التشرد والتهجير والتنقل بحثا عن مأوى لهم والامر ذاته ان تشرب جماعة حماس من ذات الكأس التى اكتوى منها اهالى وقطاع غزة .
كما ان البحث عن مأوى لقاده حماس خارج النطاق العربى سيجعلهم هدفا وعرضة للاغتيال أينما وجدوا، وأنهً فى حال رحيلهم عن قطر فقد رفع عنهم غطاء الحماية، بعد ان فاض الكيل من تهربهم ومماطلتهم، بل والاستهانة بما يجرى فى غزة ولأهلها بعد سحقها تماما لتعود غزة تحت الاسرائيلي الكامل بعد دمارها دمارا شاملا حجرا وبشرا .
كما ان حماس استمرأت أيضا وضعها باختطاف غزة ومعها القرار الفلسطيني الموحد على مدى مايزيد عن ثلاثة عقود عاثت فيه فسادًا علما ان حماس لا تمثل الشعب الفلسطيني، ولتجنى ثمار خيانتها فى افساد ايه جهود لصالح القضية الفلسطينية برفضها الدائم التوافق والمصالحة الفلسطينية فى مواجهه مخلصين وشرفاء بذلوا الغالى والنفيس لإعادة احياء القضية وإنعاشها اكراما لشعب ضحى على مدى ٧٥ عاما ويتعرض للإبادة الجماعية املا فى الوصول الى دولة تنعم بالامن والاستقرار.
وحقيقة الأمر ان حماس ليس لديها خيارات الرفاهية والتنقل بين عدد من العواصم العربية بعد ان فقدت كل اوراقها بأستثناء ورقة الرهائن الوحيدة، فى ظل رفض معظم العواصم العربية تواجد حركة حماس ومكاتب لها على أراضيها من شمال افريقيا "المغرب الجزائر تونس او ليبيا او اليمن او السودان او بغداد" ولا فى لبنان " مكتب تمثيل " العاجز المقيد الذى اغتيل على أرضه " الغارورى" احد قاده حماس .
فيما باتت العاصمة دمشق حلما مستحيلا لعودة حركة حماس اليها وقد غادرتها عام ٢٠١٢ بعد اكتشاف خيانتها للنظام وللدولة السورية واغلاق مكاتبها لمناصرتها للمؤامرة الكبرى وتورط رئيس مكتبها خالد مشعل انذاك فى مؤامرة استهدفت الدولة والشعب السورى، ودعمهم للعمل المسلح ولجماعة اخوان سوريا ، بل والمطالبة برحيل راس النظام السورى والمطالبة بعودة الخلافة العثمانية ، لتخيب كل ظنونهم وأحلامهم بأن "النظام السورى ايامه معدودة"، وبعد مرور اكثر من ١٢ عاما، لايزال الأسد على رأس السلطة "صمام" أمان ضد "مخطط" شبح تقسيم سوريا.
ولم يتبقى أمام حماس سوى خيارا واحدا سوى طهران كملاذ أمنًا لقاده حماس فى الخارج ،فيما لو رفضت المقترحات المقدمه لها من قبل الجهود الاقليمية والدولية تجنبا من اجتياح رفح خلال الساعات المقبلة، وربما يتفاجىء قاده حماس ايضا بموقف ايران وقد غيرت ايديولوجيتها وفقا لما يحافظ على مصالحها اذا ما خرجت حماس من المشهد السياسي والعسكري على خلفية اجتياح رفح، ومع رفض فلسطينى وعربى وجود حماس فى المشهد السياسي من أجل اقرار السلام فى المنطقة والوصول الى تفاهمات بشأن قيام دولة فلسطينية بصلاحيات انسانية وادارية.