”نسور الحضارة 2025”.. هل تبعث مصر برسالة ردع لإسرائيل من خلال المقاتلات الصينية والروسية؟

أثارت المناورات الجوية المشتركة "نسور الحضارة 2025" بين مصر والصين، والتي تشهد لأول مرة مشاركة مقاتلات صينية وروسية في الأجواء المصرية، موجة قلق واستنفار في إسرائيل، وسط تحليلات أمنية تربط هذه التدريبات بالتصعيد العسكري المستمر في قطاع غزة.
رسائل ردع في توقيت حرج
وفي تعليقه على هذه المناورات، أكد الخبير في شؤون الأمن القومي محمد مخلوف، في تصريحات خاصة لقناة RT Arabic، أن هذه التدريبات لا تستهدف طرفًا بعينه بشكل مباشر، إلا أنها تحمل رسائل ردع واضحة ومركّبة، خاصة في ظل الظروف الإقليمية المتوترة والتصعيد الإسرائيلي المستمر في غزة.
وأضاف مخلوف أن الرسالة المصرية ليست فقط عسكرية بل استراتيجية، وتندرج ضمن سياسة الردع أو المنع، وهي تقوم على عنصرين أساسيين:
-
امتلاك قوة عسكرية متفوقة على الخصوم المحتملين.
-
إظهار هذه القوة بوضوح من خلال المناورات والتحركات العسكرية المشتركة.
وأشار إلى أن المناورات الجوية مع الصين تزامنت مع انتهاء تدريبات "جسر الصداقة" البحرية مع روسيا، ما يعكس حجم الانخراط العسكري المصري مع قوى دولية خارج إطار التحالف الغربي التقليدي.
ردود إسرائيلية متشنجة وتحذيرات في تل أبيب
من جانبها، عبّرت وسائل إعلام إسرائيلية عن انزعاج كبير من هذه التحركات المصرية. وذكرت صحيفة "معاريف" أن الطائرات المقاتلة الصينية المشاركة في التدريبات الجوية المصرية اقتربت من الحدود الإسرائيلية بشكل أثار القلق، خاصة في ظل الأوضاع الأمنية الهشة الناتجة عن الحرب الإسرائيلية في غزة.
ورأت الصحيفة أن هذه المناورات، إلى جانب الحشد العسكري المصري في شبه جزيرة سيناء، قد تشكل نقطة تحول خطرة في العلاقات المصرية-الإسرائيلية، التي تشهد بالفعل توترًا ملحوظًا منذ اندلاع الحرب في القطاع.
فرنسا تعزّز القدرات الجوية المصرية
إلى جانب التعاون مع الصين وروسيا، كشفت مصادر إسرائيلية عن تطور خطير آخر يتمثل في تعزيز فرنسا لأسطول الطيران المصري. وأفاد موقع Globes العبري بأن شركة داسو الفرنسية للطيران بدأت اختبارات متقدمة على مقاتلات رافال من طراز DM18 وDM19، تمهيدًا لتسليمها لمصر ضمن صفقة تشمل 30 مقاتلة جديدة، ما يرفع من قدرات سلاح الجو المصري بشكل لافت.
وحذّر التقرير الإسرائيلي من أن تفوق مصر الجوي يتزايد بسرعة، ما يستدعي إعادة تقييم استراتيجي في إسرائيل.
استراتيجية مصر: توازن لا تصعيد
وفي سياق تحليله للسياسة الدفاعية المصرية، أوضح مخلوف أن القاهرة تتبنى منذ عام 2014 سياسة توازن في التحالفات الدولية، حيث حافظت على علاقتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، لكنها في الوقت نفسه فتحت قنوات تعاون عسكري واسعة مع الصين وروسيا وفرنسا وألمانيا ودول الناتو.
وشدّد على أن هذا الانفتاح لا يعني القطيعة مع واشنطن، بل يهدف إلى تقليل الاعتماد على مصدر وحيد للتسليح، وتحقيق استقلالية استراتيجية في اتخاذ القرار الدفاعي.
إعادة تشكيل التحالفات الدولية
ويرى مراقبون أن هذه المناورات تشير إلى تحول في التحالفات العسكرية العالمية، وتفتح المجال لإعادة رسم ملامح التوازنات الإقليمية، في ظل تراجع النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط، وتنامي الحضور الصيني والروسي.
وأكد مخلوف أن الأداء الميداني الذي أظهرته القوات الجوية المصرية في هذه المناورات يعكس الجهوزية العالية للجيش المصري، ويبعث برسالة طمأنة للرأي العام المحلي، ويضع الخصوم أمام معادلة جديدة قوامها الردع والجاهزية.