تسليم الأسرى بين حماس وإسرائيل يثير موجة غضب.. مشاهد ”استعراضات الأسرى” تقابلها مجازر متواصلة بحق نساء وأطفال غزة

حالة من الجدل اصابة مواقع التواصل خاصةً بعد تداول صور ومقاطع مصوّرة تُظهر أفرادًا إسرائيليين مفرَج عنهم يخرجون بـ صحة جيدة وملابس نظيفة وابتسامات ظاهرة، وسط استعراضات إعلامية نظّمتها حركة حماس خلال عملية التسليم.
هذه المشاهد كانت المبر الأسرائيلي لعودة الجيش الإسرائيلي إلى شن غارات عنيفة على قطاع غزة، معلنًا استئناف القتال بعد انتهاء الهدنة، في وقت تغرق فيه غزة في مآسٍ متجددة من القصف والتجويع والتشريد والقتل، حيث قُتل المئات من المدنيين منذ استئناف العمليات العسكرية، معظمهم من النساء والأطفال والمسنين.
استعراضات حماس مقابل دماء المدنيين
خلال عمليات تسليم الأسرى، ظهر مقاتلو حماس وهم ينظّمون مشاهد مسرحية لاستعراض عملية التسليم، وسط حضور مكثف للكاميرات وعدسات الإعلام، ما أثار موجة انتقادات واسعة من داخل الشارع العربي والفلسطيني ذاته، حيث وصف كثيرون تلك المشاهد بأنها "استعراضات جوفاء لا تعبّر عن قيمة نضالية، بل تكشف عن اختلال في ترتيب الأولويات"، خاصة في ظل فشل الحركة، بحسب منتقدين، في حماية المدنيين من المجازر اليومية.
وأكد مراقبون أن هذه الصور "المُحسّنة" لرهائن يخرجون في أمان، تقابلها على الأرض صور دامية لأطفال يُنتشلون من تحت الأنقاض، ونساء يُقتلن في بيوتهن، ومشاهد نزوح قسري بالآلاف دون مأوى ولا غذاء ولا دواء.
انتقادات داخلية واستشهاد برسول الرحمة
منصات التواصل الاجتماعي شهدت انفجارًا في الانتقادات، حيث اعتبر كثيرون أن ما جرى لا يمتُّ إلى منطق "الكرامة أو العزة" بصلة، بل يُظهر العجز عن حماية المستضعفين في غزة، في حين يتم تسليم الرهائن الإسرائيليين بحرصٍ شديد على سلامتهم وصورتهم أمام الإعلام.
وانتشرت منشورات تستحضر سيرة النبي محمد ﷺ في الحروب، مشيرة إلى أنه لم يُلقِ يومًا بالنساء والأطفال في مرمى النيران، بل حماهم وخصّهم برعاية خاصة في جميع غزواته، ما يضع تساؤلات صعبة حول النهج المتّبع حاليًا في التعامل مع المدنيين في غزة.
إسرائيل تستأنف الحرب بقصف دموي
وبعد لحظات من تسلّم الأسرى، أعلن الجيش الإسرائيلي العودة إلى العمليات العسكرية، واستهدف عشرات المواقع داخل قطاع غزة، ما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء بينهم عائلات بأكملها، وسط صمت دولي وتراجع واضح في الضغوط على تل أبيب.
وفيما تواصل إسرائيل قصفها الجوي والمدفعي، تتراكم مشاهد المعاناة والدمار في غزة، وسط مناشدات عاجلة من منظمات حقوق الإنسان لتوفير ممرات آمنة وخدمات إنسانية عاجلة للنازحين.
مشاهد وصفها ناشطون بـ"الحقيرة والبشعة"
قال أحد الناشطين عبر فيسبوك:
"أي عزة في العجز عن حماية طفل؟ أي شرف في سقوط امرأة؟ المشهد صار حقيرًا حين يقترن خروج رهينة سليمة بابتسامة، بمشهد أم تودّع أطفالها تحت الركام".
هذا النوع من الغضب المتصاعد يُعبّر عن احتقان شعبي عميق ضد ما يصفه البعض بالتلاعب بمشاعر الجماهير باسم المقاومة، بينما الحقيقة على الأرض هي أشلاء ودماء وبطون فارغة ومخيمات تفتقد أبسط مقومات الحياة.
هل أصبحت حياة المدنيين الفلسطينيين ثمنًا مقبولًا لاستعراضات إعلامية؟
ورغم أهمية المقاومة والتمسك بالحقوق الوطنية، إلا أن تساؤلات عميقة تُطرح الآن: هل أصبحت حياة المدنيين الفلسطينيين ثمنًا مقبولًا لاستعراضات إعلامية؟ وأين الخط الفاصل بين الشجاعة والتضحية... وبين العجز والتوظيف السياسي لدماء الأبرياء؟