اخداث تركيا تكشف المستور
”ازدواجية التغطية الإعلامية: قناة الجزيرة وتجاهل أحداث تركيا يكشف الأجندات الخفية”

في ظل التطورات المتسارعة على الساحة الإقليمية والدولية، يواجه الإعلام العربي، وعلى رأسه قناة الجزيرة القطرية، اتهامات متجددة بانتهاج سياسة الكيل بمكيالين، لا سيما في تغطية الأحداث السياسية والأمنية في بعض الدول دون غيرها، بناءً على اعتبارات تتجاوز المهنية الإعلامية إلى ما هو أجندات خارجية موجهة لاهداف معينة .
تتجاهل تمامً لما يجري في تركيا من أحداث خطيرة
ورغم أن قناة الجزيرة عُرفت منذ عام 2011 بتغطيتها المكثفة والمباشرة لأحداث مصر، خاصة ثورة 25 يناير وما تبعها من تطورات، حيث كانت تقسم شاشتها لتعرض صورًا مباشرة من ميادين القاهرة والإسكندرية، بل وتغطي تفاصيل صغيرة في المظاهرات والاعتصامات، فإنها اليوم تتجاهل تمامًا ما يجري في تركيا من أحداث خطيرة وغير مسبوقة.
عمليات أمنية واعتقالات طالت معارضين وصحفيين، بالإضافة إلى تدهور واضح في قيمة الليرة التركية
ففي الأيام الأخيرة، اهتزت تركيا على وقع اضطرابات سياسية واحتجاجات شعبية واسعة، رافقتها عمليات أمنية واعتقالات طالت معارضين وصحفيين، بالإضافة إلى تدهور واضح في قيمة الليرة التركية وتفاقم الأزمات الاقتصادية والمعيشية. هذه الأحداث، ورغم خطورتها وانعكاساتها على الأمن الإقليمي، لم تجد طريقها إلى شاشات قناة الجزيرة التي اكتفت بتمريرها في أخبار مقتضبة، دون أي تغطية مباشرة أو تحليلات موسعة كما اعتادت مع دول أخرى.
اتباع سياسة انتقائية تفتقر للموضوعية.
تجاهل الجزيرة لأحداث تركيا أثار تساؤلات واسعة بين المتابعين، خاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اتهمها العديد من النشطاء باتباع سياسة انتقائية تفتقر للموضوعية. وذهب البعض إلى القول إن القناة تُدار وفق أجندات سياسية مرتبطة بسياسات الدولة الراعية لها، أكثر مما تحكمها مبادئ الصحافة الحرة.
الجمهور أصبح اكثر ويري بنفسة تضخيم بعض الأحداث وتجاهل أخرى
لاشك ان الازدواجية في التغطية تضر بسمعة الإعلام العربي عمومًا، وتفقد القنوات الإخبارية مصداقيتها أمام جمهورها الذي بات أكثر وعيًا ودراية. ويشير البعض إلى أن تضخيم بعض الأحداث وتجاهل أخرى لا يقل خطرًا عن التزوير المتعمد، لأنه يشوه الواقع ويغيب الحقائق التي من المفترض أن تنقلها وسائل الإعلام بحياد.
أدوات ناعمة لخدمة مصالح معينة
أن الصمت عن أحداث تركيا يُظهر بشكل لا لبس فيه أن هناك قنوات عربية تحولت من مؤسسات إعلامية إلى أدوات ناعمة لخدمة مصالح معينة، تتدخل في شؤون بعض الدول وتغض الطرف عن دول أخرى تربطها بها علاقات استراتيجية.
تقييم دور القنوات الإخبارية العربية
في النهاية، تبقى الحقيقة واضحة لكل من يتابع المشهد: الإعلام، حين ينحاز ويفقد توازنه، يسقط من أعين جمهوره، مهما بلغ تأثيره وانتشاره. وآن الأوان أن يُعاد تقييم دور القنوات الإخبارية العربية، وأن يُطالب الإعلاميون بمواثيق مهنية تحفظ للمتابع حقه في معرفة الحقيقة، كاملةً دون انتقاص.